دفع اليميني المتطرف أنديرس بيرينغ بريفيك المتهم بارتكاب اعتداءين قتل خلالهما 77 شخصا الصيف الماضي في النرويج، ببراءته في بداية محاكمته أمس في أوسلو، وقال "أعترف بالوقائع، لكنني لا أعترف بمسؤوليتي بالمعنى الجزائي"، ورفض الاعتراف بشرعية المحكمة. وبدأت الجلسة بتلاوة المدعية اينغا بيير اينغف لساعة كاملة محضر الاتهام والذي تضمن القيام "بأعمال إرهابية"، كما تلت لائحة الضحايا من قتلى وجرحى، وسط بكاء الأهالي. وبعد فك قيوده في المحكمة، وجه بريفيك الذي عرف إعلاميا بلقب "سفاح النرويج" تحية اليمين المتطرف إلى الحضور الذي يضم في صفوفه أسر عدد من الضحايا، ولم يبد أي ندم على جريمته. وخصصت جلسة الأمس لتلاوة لائحة الاتهام، وسيتم الاستماع اليوم إلى إفادة المتهم، ويتوقع أن تستمر المحاكمة 10 أسابيع، ومع اعتراف المتهم بارتكاب المجزرة، يدور النقاش حول سلامة قواه العقلية، في ظل وجود تقريرين حول هذا الموضوع، الأول شكك في قدراته العقلية، وتقرير ثان أكد مسؤوليته عن جريمته. وبدأت المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة وتغطية إعلامية كبيرة، ووصل المتهم إلى مقر محكمة أوسلو الجزئية وسط حراسة الشرطة، وتم إغلاق المنطقة حول مقر المحكمة، وتعين على جميع القادمين إلى المحكمة - بما فيهم رجال الإعلام والناجون من المذبحة والجمهور - الخضوع للتفتيش من قبل الأمن. وجرت الاستعانة بكلاب الشرطة المدربة لتفتيش مبنى المحكمة أول من أمس، وتقوم على حراسته قوات شرطة مسلحة، كما حظر على الطائرات الصغيرة دخول المجال الجوي في سماء العاصمة النرويجية. ويتابع النرويجيون وقائع المحاكمة، ويتطلعون إلى توقيع أقصى عقوبة على المتهم الذي ارتكب هذه الجريمة التي تعد أسوأ ما مر بالبلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد اعتقاله قال بريفيك إنه ارتكب هذه الهجمات الدامية "ليخلص الأمة من خونة" فرطوا في المجتمع النروجي بفتحه للغزو الإسلامي، والتعددية الثقافية. ويواجه بريفيك عقوبة السجن 21 عاما في حال إدانته. الا أن سجنه قد يمتد إلى ما لا نهاية إذا اعتبر بعد قضاء عقوبته أنه ما زال يشكل خطرا على المجتمع، أو وضعه في مستشفى للأمراض العقلية مدى الحياة.