اختارت الكاتبة والشاعرة مهدية رابح دحماني 28 نصا من الشعر الفرنسي، لتنقلها إلى اللغة العربية، في كتاب صدر أخيرا عن نادي جازان الأدبي عبر الدار العربية للعلوم (ناشرون) بلبنان، حاملا عنوان (هكذا غردوا). مهدية التي أهدت هذا العمل إلى معلمتها التي علمتها اللغة الفرنسية (ومعها عفة وبراءة لغات الأمم من مقت العنصرية..) قالت في مقدمة الكتاب تحت عنوان (بين يدي تغريدهم): "ولمَّا كان همُّ الإنسان وفطرتُهُ دوما هما الجمال، ارتقى بالكلمة إلى فضاءات الأوزان والمعاني والتَغنِّيْ.. فالشِّعر يبحر بالوجدان الإنساني ليسموَ على نعرات وتعصّبِ الأعراق واختلافِ اللهجات.. والحنينُ والشَّجنُ والتجلِيْ واحدٌ لدى المجتمع الإنسانيّ.. جُلْتُ على متن صفحاتٍ من الشِّعرِ الفرنسيّ عبرَ حقَبٍ متنوعةٍ من الزَمن، تترنَّحُ أشرعتي بينَ عصورٍ من الجمالِ هي بعضُ ما شدا به العابرون من خلال الكلمة الفرنسية، فأردتُ أنْ أزفَّ إلى قارئنا العربي بعضا مما استطعته من هذا الجمال والشجنِ معا.. وكما هو معروف، فإنَّ في التَرجمةِ نفحاتٍ من الخيانةِ العذبة مما قد يُفقدُ المعاني جزءاً من حرارتها، وتلكم معذرتي.. قارئي العزيز: أهديك شيئا من بَوْحِ الآخر.." تضمن الكتاب - الذي صمم غلافه الفنان عبدالله شاهر، وعالج ألوان الغلاف المصور عبدالله آل عبدالله - نصوصا لأبرز شعراء الفرنسية أمثال جان كوكتو وستيفان مالارميه وبول إيلوار والسنغالي ليوبولد سيدار سينغور، وإيميه سيريز المنتمي لجزر المارتينيك الفرنسية، وشريك سنغور في التأسيس والدعوة لتيار أدب الزنوجة. والنصوص المترجمة هي: الحرية، ونهاية العالم وفي فحوى بدني، وعلى امتداد البصر لبول إيلوار، صباح العالم.. انجذاب لجول سوبر فاي، الحسرات لجواشيم دو بالي، لا تفارقيني لجاك بريل، دون نضوب لجول لافورج، من صميم ذاته لجان كوكتو، حسناء الصبح لفنسان فواتور ومعها معارضة كلود دو مالفيل، الفواجع لآجريبا دو بينيي مرثية لكلود سيرني، المتغيرة السرمدية لكلود سرني، اللازورد لستيفان مالارميه، سحر لبيار جان جوف، الصبايا المعذبات – بنجامان بيري، لحم البشر لبنجامان بيري، تموج لجول سوبر فاي، كل الموتى سكارى لميلوز، أطفال سبتمبر لباتريس دو لاتور دوبان، نبوّة لإيمي سيزير، أفقيا وكل شيء قيل لبيير ريفردي، عصبة لهيكتور دو سان دونيز جارنو، متأخر في الحياة لبيير رفردي، رعوية لألفريد جاري، هبة ما في قرارة الذات لفاليري لاربو، ومن نتاج الشاعرين السنغاليين اللذين كتبا بالفرنسية المرأة السوداء ليوبولد سيدار سينغور، ومؤونة لبيجارو ديوب. يشار إلى أن نادي جازان الأدبي وقع عقد نشر مشتركا مع الدار العربية للعلوم (ناشرون) لنشر إصداراته كافة. كما صدر للقاص حمزة كاملي، عن نادي جازان الأدبي، مجموعة قصصية بعنوان ( أقمار خائفة) التي تعد باكورة نتاجه الأدبي المنشور، وقد قسم القاص الكاملي إهداء مجموعته إلى جهتين أو قسمين، حيث قال: "النص الأول: لسيد الأنقياء والدي رحمه الله وبقية النصوص: للأوقات والأماكن التي بثت حروفها.." وتضمت المجموعة سبعة عشر نصا قصصيا، جاءت تحت عنوانات متنوعة، منها "نبض لا يتوقف – جنون راق – المحموم – أقمار خائفة - كل شيء يترمد – رسالة – عادة". وجاء في نص " أقمار خائفة " الذي نشر منه مقطع على الغلاف الأخير للكتاب: "هناك.. تقبع أنصاف حية وأقمار حالمة تخشى هي الأخرى الحارس.. ذلك العجوز البدين الذي لا يتحدث في ميزانهم إلا صدقا ولا يكتب إلا واقعا.. جاهل.. لا يكتب لكنه يملي ويكتبون له. تتذكر الطالبات قصة زميلتهن هدى حين فتحت النافذة ذات ليلة لتستنشق ريح المطر وتنام.. لتتفاجأ في صباح اليوم التالي بإعلان معلق في أكثر من مكان..(على الطالبة هدى الريفي مراجعة مكتب مشرفة السكن للأهمية) قرأتها هدى.. وأحاطها القلق..".