تتواصل بمدينة فاس فعاليات الدورة السادسة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية ومنتدى فاس "روح للعولمة" في رحاب قصر البطحاء وفي بعض الرياض العتيقة بفاس. وتسعى الدورة الحالية إلى إحياء الحكم الصوفية والغوص في أغوار مختلف أشكال الأدب الصوفي الغني على مر التاريخ. وخلال هذه الدورة ستتمحور اللقاءات الفكرية حول "ثقافة الحكم الصوفية في المتن الصوفي" و"الحكمة والشعر في أعمال محمد إقبال"٬ في محاولة للإجابة عن إشكالات تتجاوز حقل التصوف من قبيل "هل بالإمكان تعليم أو تدريس الحكمة"٬ إلى جانب عروض فنية من إحياء مجموعات صوفية من الهند وتركيا والمغرب، وعروض لفن السماع من توقيع الفرقة التركية "الخلواتية". وأكد رئيس المهرجان فوزي الصقلي٬ خلال افتتاح هذه الدورة٬ التي تنظمها مؤسسة مهرجان فاس للثقافة الصوفية ما بين 12 و14 أبريل الجاري٬ أن الأدب الصوفي وجد تعبيرات له في الشعر والقصص والتأملات التربوية والميتافيزيقية أو في شكل أدب الحكم الذي يعتبر طريقا للارتقاء الروحي والسلوكي. وأوضح أن بعض الكتاب المعاصرين تمثلوا وتشبعوا بالروح الصوفية التي كانت تغتني بها هذه الكتابات٬ وأنتجوا بدورهم أعمالا أصيلة وكونية تنسج على نفس المنوال٬ كالمفكر الصوفي الباكستاني محمد إقبال الذي توفي سنة 1938 وسيتم تكريمه خلال هذه الدورة. ويهدف مهرجان فاس للثقافة الصوفية إلى تمكين المغاربة من اكتشاف وإعادة اكتشاف ثقافتهم الخاصة، وتيسير نفاذهم إلى هذه الثروة الفنية والفكرية والروحية، وتعريف المجتمع الدولي بالصورة الإيجابية للإسلام، عن طريق حوار عالمي قائم على الانفتاح والسلم الذي يجله سبيل التصوف الملازم للإسلام، وتعزيز مكانة المغرب في الحوار القائم بين الثقافات، وإقامة جسر للتواصل بين الشرق والغرب.