أكد خبير في مجال تحلية المياه، أن التقنيات الحديثة كاستخدام الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية، تعد طرقا واعدة، يجب الاستفادة منها في تحلية المياه، إذ إنها أقل تكلفة وأكثر تطورا، وتعطي جودة لمنتجات محطات التحلية. وقال مدير مركز التميز البحثي في تقنية تحلية المياه في جامعة الملك عبدالعزيز محمد بن حسين البيروتي والذي ترأس الجلسة الثانية أمس، من فعاليات مؤتمر تحلية المياه العاشر في البلدان العربية في الرياض، إن التقنيات الواعدة تشمل التحلية بالأغشية وبالطرق الحرارية، مبينا أن الجلسة تطرقت إلى كيفية أن تكون هذه التقنية منافسة للتقنيات المعروفة حاليا، وكذلك لتكلفتها بحيث لا تكون أكثر كلفة من الحالية، مضيفا أنه في حال لم يكن هناك جدوى في الجودة والتكلفة المرادفة أو الأقل من الحالية لا يمكن الاعتماد مستقبلا على مثل هذه التقنيات. وذكر البيروتي أن التقنيات الحديثة تمثل مستقبلا واعدا خاصة وأن بعض التجارب أثبتت جدواها كاستخدام الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية، وطرق أخرى مثل ترطيب الهواء، واستخدام الأغشية والتقطير وهي ما زالت في طور التجربة. وخلال فعاليات المؤتمر، أبرمت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة اتفاقية تعاون لمشروع بحثي تطبيقي ممثلة بمعهد الأبحاث وتقنيات التحلية بالجبيل مع جامعة الملك سعود كلية الهندسة، بحضور الدكتور إبراهيم التيسان مدير عام معهد الأبحاث والدكتور خالد الحميزي عميد كلية الهندسة. وأوضح التيسان أن مشروع التعاون مع الجامعات يهدف إلى تحقيق تعاون بحثي مثمر في مجالات تطوير تقنيات تحلية المياه المالحة وإنتاج الطاقة وتوطينها في المملكة، من خلال تطوير عمليات تحلية حرارية شمسية باستخدام نظام حديث للطاقة الشمسية الحرارية وذلك للوصول إلى الهدف النهائي وهو تسويق نظام الطاقة الحراري الأمثل والمطور لتعزيز التطبيقات الصناعية على نطاق واسع للطاقة المتجددة في مجالات تحيلة المياه المالحة. واشتملت فعاليات المؤتمر على عرض تجربة سنغافورة التي لجأت إلى أسلوب التوعية والتثقيف لمجتمعها بدلا من زيادة أسعار المياه للمواطنين، وبخاصة وأن التجارب هناك أثبتت جدوى التوعية أكثر من رفع الأسعار خاصة وأن سنغافورة لديها شح كبير في المياه المحلاة. وعرض أستاذ قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور محمد عنتر، دراسات تجريبية على أداء منظومة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية بنظام تسخين وترطيب وتجفيف الهواء. وأوضح عنتر أنه تم تصميم وبناء وتشغيل منظومة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية بنظام ترطيب وتجفيف الهواء المسخن (HDH) ذات مرحلة واحدة، وقد تم تصميم وتشغيل هذا النظام على شاطئ جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران باستخدام 9 سخانات شمسية ومرطب ومبادل حراري يستخدم كمزيل الرطوبة (مكثف). وذكر أنه تم اعتماد نظام دورة مفتوحة للهواء الساخن ودورة مغلقة لسريان الماء المالح، وتم توصيل وحدة تسجيل القراءات الخاصة بدرجات الحرارة في نقاط مختلفة من المنظومة وكذلك الرطوبة النسبية وسرعة الهواء ومعدل تدفق الماء كل 5 إلى 10 دقائق، مشيرا إلى أن سخان الهواء الشمسي يعمل بنظام الأنبوب المفرغ من الهواء ويستقبل الطاقة الشمسية ويستخدمها لتسخين الهواء في الأنابيب الداخلية لدرجة حرارة تتراوح بين 80 و95 درجة مئوية ولا يسمح بتسرب الحرارة للخارج.