أكثر من 5700 سيارة مهجورة تشوه أحياء وشوارع الرياض في مؤشر يعكس تزايد ظاهرة المركبات المركونة داخل الأحياء ولا يرد أصحابها على مناشدات المرور والبلدية بسحبها، فيما يعبر العديد من السكان عن ضيقهم من تواجد هذه السيارات، خصوصاً في ظل تعدد الروايات بعضها تشير إلى أنها مركبات مسروقة أو مخالفة لأشخاص هاربين من العدالة، إلا أن بعضهم يتخذونها مصدر رزق لهم من خلال شرائها وبيعها بطريقتهم الخاصة بعد وضع ملصقات تحمل اسم صاحب العرض ورقم هاتفه الخاص. أبو عبدالله الذي اتصلت "الوطن" برقمه المدوّن في ملصقه على إحدى السيارات المركونة، قال إنه لا يمكنه سحب أو شراء أي سيارة إلا بوجود الأوراق الرسمية التي تثبت امتلاك السيارة هذا عدا تحديد المكان المقصود منه ليتأكد أبو عبد الله أن الملصق الموجود هو الخاص به. وأوضح عبد الله العمري هو الآخر أنه يمتلك سيارة لا يستخدمها لوجود بعض الأعطال بها ولكنه لا يرغب ببيعها أو سحبها فالسيارة كما يقول بحالة جيدة، إلا أنه لا يود بيعها في الوقت الحالي، ورفض غسل السيارة أو الاهتمام بها بحجة أنه لا يستخدمها وهي لا تضايق أحدا فهي أمام مدخل بيته الخاص. أما أبو نواف الذي لا يزال يحتفظ بسيارة والده المتوفى يقول إن السيارة عزيزة جداً عليه ولا يفكر بالاستغناء عنها أبداً ويقوم بصيانتها من فتره لأخرى وتنظيفها، إلا أنها باقية بمكانها لا تبارحه منذ استخدام والده آخر مرة، وقال إنه وُضع ملصق عليها لأكثر من مرة إلا أنه يقوم بنزعها لتبقى في مكانها بحجة أنه لا يملك فناء منزل يستطيع أن يحتفظ بالسيارة فيه. وقال أحمد العبد الرحمن إن سيارته التي استوردها من أمريكا عام 1991م كانت رفيقة دربه لأعوام كثيرة وقال إن ابنه استخدمها كذلك ولكنه لم يعد أحد يستخدمها منذ عام كامل، وتركها أحمد أمام منزله لتطالها أيدي العابثين من أطفال الحي فقاموا بتهشيم زجاجها ورمي المخلفات داخلها ومع مرور الوقت قامت الأمانة بسحب السيارة ولكنه لا يفكر في استردادها وتركها هناك. وأكد رئيس مركز القيادة والتحكم بمرور الرياض الرائد حسن بن صالح الحسن أن المرور يقوم بمتابعة تلك السيارات التالفة وتحديد مواقعها والاتصال على أصحابها في حال وجد أرقاما لهم بالجهاز وفي حالة أنها تالفة يقوم المرور بسحبها من الميادين والشوارع العامة بعد سحب لوحاتها، وبعدها تسلم السيارات التالفة للأمانة لاتخاذ اللازم بشأنها، وبين أن إحصائية السيارات المحجوزة في العام المنصرم بلغت 5724 من داخل الأحياء وكذلك من أمام الورش في المدن الصناعية. من جانبه، أوضح مساعد مدير عام الإدارة العامة للنظافة في أمانة منطقة الرياض المهندس صالح العياضي أن هناك فئتين لهذا النوع من السيارات وقال "تالفة لا يمكن قيادتها نهائياً لعدم وجود إطارات مثلاً أو أن تكون مكسرة ولا يمكن استعمالها وهناك سيارات مهجورة وبحالة تسمح بقيادتها أو استعمالها وهي السيارات التي يهتم بها المرور ولا شأن للأمانة بها إلا بعد تحويلها من قبل المرور لسحبها. وعن السيارات التالفة، بين العياضي أن هناك آلية معتمدة من قبل الأمانة على حسب النظام الصادر من مجلس الوزراء عام 1422 رقم 218، تشير إلى وضع ملصق على السيارة لإشعار صاحبها لمدة عشرة أيام وفي حال عدم نزعه من قبل صاحب السيارة وإشعاره بعدم رغبته بأخذها تأتي الفرق المختصة لأخذ السيارة بالتعاون مع مراقبي البلدية وتنقل إلى الحجز المخصص للأمانة وتبقى لمدة 3 أشهر يحق خلالها لصاحبها المطالبة بها مع دفع الغرامات المستحقة والتي تصل ما بين 200-500 ريال، إضافة إلى تكاليف الحجز التي تبلغ 100 ريال وتصل أحيانا إلى 150 ريالا حسب حجم السيارة، وفي حالة بقاء السيارة في الحجز بعد مرور المدة الزمنية المقررة يحق للأمانة التصرف بالسيارة بنزع لوحة الأرقام وإبلاغ المرور عنها واستلام خطاب خاص من المرور باستلامها ثم تقوم الأمانة بكبس السيارات وإرسالها إلى مصانع الحديد.