ينتظر أن يستقطب أول مشروع من نوعه لصناعة الملابس والتجهيزات العسكرية في المملكة، والذي تقوم على إدارته بالكامل أيد نسائية، بين 180 و190 فتاة في مرحلته الأولى. وفيما تجري التجهيزات لبدء إنتاج المصنع في شعبان المقبل، تخضع الفتيات اللاتي انضممن إلى المشروع لدورات تأهيلية يحدد على أساسها مسار كل موظفة منهن وطبيعة العمل الذي ستؤديه. ووفقا لتصريحات خاصة ل"الوطن" ستتقاضى الفتيات راتبا أساسيا يصل إلى 4700 ريال إضافة إلى بدلات النقل والتأمين والحوافز الأخرى. وقال محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي الغفيص ل"الوطن": إن انطلاق مشروع مصنع الملابس والتجهيزات العسكرية بالمؤسسة العامة للصناعات الحربية في الرياض تحت إدارة نسائية 100%، سيكون بداية لمشاريع مشابهة مقبلة. وأوضح أن من شأن هذه المشاريع استقطاب الفتيات للعمل، الأمر الذي يعد سببا رئيسيا في تفعيل الجانب الاقتصادي للمملكة وتمكين الفتيات السعوديات للعمل في مجالات مشابهة لمشروع تصميم وخياطة الملابس العسكرية، موضحاً أنه مشروع حيوي لخلق فرص وظيفية للفتيات السعوديات الطموحات، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تدعم الاقتصاد الأسري. وأكد الغفيص أن هذه المشاريع الكبرى ستكون سببا لتمكين الفتيات أيضاً لإنشاء منشآتهن الصغيرة الخاصة بهن والتي ستكون بمثابة حاضنة لهن لتحقيق أمالهن القادمة. من جهتها قالت نائبة المحافظ للتدريب التقني للبنات في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتورة منيرة العلولا إنه تم توقيع اتفاقية بين وزارة الدفاع ممثلة في مؤسسة الصناعات الحربية والعسكرية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني للبنات لإنشاء مشروع مصنع الملابس والتجهيزات العسكرية على مساحة 1200 متر مربع وتحت إدارة نسائية 100%. وأعربت العلولا عن شكرها للأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز على موافقتها وقبولها الرئاسة الفخرية للمشروع، واهتمامها بعجلة تطوير المرأة ولكونها ابنة وزير الدفاع، فيما شددت الأميرة حصة بنت سلمان على أهمية مشاركة قطاعات الدولة مع مؤسسة التدريب التقني والمهني لتفعيل الدور الصناعي. وأشارت إلى أن بدء هذا المشروع لدخول السيدات في مصنع الملابس العسكرية هو مبادرة من مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الحربية اللواء المهندس الدكتور عبد العزيز الحديثي بعهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله، والذي لقي دعما من وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود وتم توقيعه. وقالت "نطمح أن تأخذ المرأة السعودية مقاعد بالصناعات الوطنية وتصبح منافسة لمقاعد الرجل، خصوصا أنها ستعمل في مجال أكثر تعقيدا، حتى تستطيع العمل في مشاريع إضافية خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية والمدنية". من جانب آخر أوضحت مشرفة التصميم في المصنع، أمل العواد، في تصريح إلى "الوطن" أن عدد الموظفات سيتراوح بين 180 و 190 موظفة، مشيرة إلى أن الراتب الأساسي للموظفة يصل إلى 4700 ريال، كما يصرف لها بدل نقل من 300 إلى 600 ريال، إضافة للتأمين الطبي لها ولعائلتها. وذكرت أنه سينشأ في المصنع حضانة لأطفال الموظفات بسعر رمزي، كما ستكون هناك علاوات وحوافز لكل موظفة تتقن عملها لتشجيعهن على العمل. وأشارت العواد إلى أن هناك مواصلات مخصصة للفتيات، وهي عبارة عن حافلات موجودة بنقطة تجمع خاصة بالموظفات في مخرج 16 بالعاصمة الرياض، كون المصنع مقام في بداية مدخل مدينة الخرج. وأكدت أن العمل في المصنع سيبدأ فعلياً في شعبان القادم، فيما تقام خلال الفترة الحالية قبل الافتتاح دورات تأهيلية للموظفات لتحديد مسار كل موظفة. وأبانت أن المصنع يعتمد على تسعة خطوط إنتاج، وتتمثل في خط الفنيلة الداخلية، وقبعة الميدان المموهة، والبيرية، وكذلك الكاب المكتبي، ونطاق الوسط، وبيت المسدس، إضافة إلى خط إنتاج القميص المكتبي، وقميص بدلة الصيانة، وإنتاج بنطلون بدلة الصيانة. ولفتت إلى أنه تم اختيار المنتجات بعد ما تمت الدراسة الخاصة بالمصنع وتم وضع أسس للاختيارات التي يمكن إنتاجها بالمصنع النسائي لتكون سهلة التنفيذ، وذلك لحين الاعتماد كلياً على القسم النسائي للقيام بالأعمال المعقدة، ولا يتوقف عليها منتجات أخرى لتجنب تأثر إنتاج المصنع الحالي بالتغيرات بالمصنع النسائي، وكذلك يتم إنتاج هذه المنتجات بالتوازي مع خطوط الإنتاج بالمصنع لحين الاعتماد كليا على خطوط الإنتاج النسائية، فيما يتم مبدئيا تجهيز المنتجات داخل مصنع الملابس لتتم حياكتها فقط بالمصنع النسائي، مشيرة إلى أنه تم تصميم المصنع بحيث يستوعب مناطق القص والحياكة والفحص، كما تمت مراعاة التوسعات المستقبلية بالنسبة لخطوط الإنتاج.