كتب "سعيد" خطه على ورقة خاصة، وقدم الورقة لأحد مقدمي إحدى الدورات التي تعنى بتحليل الشخصية، وفوجئ بعد قليل بالمدرب يقدم له معلومات عن شخصيته أقرب ما تكون للحقيقة، .. "اعرف شخصيتك من خلال خطك" هو الشعار الذي تنادي به دورات "الجرافولوجي" ، وهو العلم المعني بتحليل الشخصيات، حيث لقي هذا العلم رواجاً كبيراً في أوروبا وأميركا، ويستخدم في التوظيف أثناء إجراء المقابلات الشخصية. حيث يمكن بواسطته معرفة أنسب شخص لشغل الوظيفة. وفي السعودية، ما زال هذا العلم في بدايته، حيث يطالب المدربون باستخدامه في تحليل الشخصيات، وتنمية الذات، وتعديل السلوك بين أفراد المجتمع، داعين الجهات الحكومية إلى تبني هذا العلم، ودعم أبحاثه، وتطبيقه على الموظفين أو المتقدمين للتوظيف أثناء المقابلات الشخصية، لضمان اختيار الموظف المناسب بناءً على ميوله وقدراته. وقال المدرب المعتمد في علم "الجرافولوجي" مشاري الحجيلي ل"الوطن"، إن "استخدامات علم "الجرافولوجي" كثيرة، فمن خلال الخط يمكن اكتشاف الشخصيات من أجل تسهيل التعامل معها، وتوجيهها إلى العمل الذي يناسبها، والتوفيق بين الزوجين، بجانب معرفة بعض الأمراض النفسية والجسدية، واكتشاف مدى جدية الأشخاص الذين يكتبون التهديدات أو رسائل الابتزاز للآخرين، ويعمل بذلك في كثير من المحاكم والمراكز الأمنية حول العالم. وأضاف أن أغلب شركات أوروبا وأميركا تستخدم هذا العلم بشكل كبير وجدي في اختيار موظفيها من خلال المقابلات الشخصية، ويمكن تطبيقه في المملكة بكل سهوله إذا وجدت الشركات والمؤسسات التي تثق بهذا العلم، وترغب في أن يكون مقياساً في اختيار موظفيها، مشيرا إلى أن هذا العلم لم يلق أي دعم بسبب عدم وجود جهة أكاديمية أو حكومية ترعاه، وكل ما هو موجود اجتهادات شخصية من مدربين ومؤيدين ومناصرين لهذا العلم. وحول آليات تحليل الشخصية الأخرى التي تستعين بالنظرة والصوت والألوان، أفاد الحجيلي بأن "تحليل الخط أدق وأثبت، لأنه يقرأ الدماغ مباشرة، فمهما حاول الكاتب تغيير خطه سوف تظهر الحقيقة، فإذا عدل في كتابته مرة أو اثنتين فإنه لن يستطيع الاستمرار بالتمثيل في الكتابة، بسبب تحكم الدماغ بحركة أنامله. وقال إن الخطأ وارد من قبل المدرب أثناء التحليل، والسبب في ذلك مدى خبرة المحلل في التحليل، والمنهج الذي يتبعه في ذلك، وأيضا خبرته في توصيل المعلومة، وإطلاعه على علمي النفس والشخصيات، حيث تتراوح نسبة الخطأ من 10% إلى 80 %. وحول الدلالات الشخصية التي يقدمها الخط قال الحجيلي "يمكن للمدرب التعرف على شخصية الفرد من خلال توقيعه، فمن يوقع ويركز على كتابة اسمه فقط شخص لديه ثقة كبيرة بنفسه، ومن يكون توقيعه صعب التقليد يتمتع بشخصية متميزة، وتهوى التفوق والتحدي، ومن يكون توقيعه صغيراً مقارنة بالخط المكتوب شخص يعطي نفسه أقل من حجمها، أو أنه حريص في تعاملاته أو تصرفاته". وذكر أن أصعب المواقف وأكثرها إحراجا تحليل شخصية أحد الزوجين، حيث يمكن لكل طرف أن يكتشف أسرارا لا يعلمها عن الطرف الآخر، وبذلك قد يكون سببا في مشاكل كثيرة بين الطرفين. ونفى الحجيلي أن يكون علم "الجرافولوجي" ذا صلة بالسحر والشعوذة، وقال "من يقرأ ويثقف نفسه حول هذا العلم، ويحضر الدورات التعريفية عنه سيعرف أنه علم له أصوله وثوابته التي قام عليها، وعندما نحلل شخصية شخص ما نخبره بقدراته وإمكاناته، أو ما يظهر معنا بحسب شخصيته فإنه ينبهر ويتعجب، ويعتقد أننا قلنا له شيئا من علم الغيب، والصواب أنها معلومات خرجت من العقل اللاواعي عبر خط اليد".