يعيش أهالي قرى الطمحة التابعة لمنطقة جازان، على أمل إسراع الجهات المعنية بتنفيذ مخططاتها التنظيمية وإيصال الخدمات إليها خصوصاً الخدمات الصحية والبلدية والطرق وإنشاء مراكز للشرطة والدفاع المدني وفرع للجمعية الخيرية. وبحسب ما قال الناطق الإعلامي لأمانة منطقة جازان عيدروس الأمير، فإن "قرى الطمحة تتبع للأمانة وتقع ضمن ضاحية الملك عبدالله - الموقع رقم 1، وصدر أمر سام بعد السماح بالبناء في هذه القرى للحد من العشوائيات"، مؤكداً "العمل حالياً على تخطيط قرى الطمحة ضمن الهيكل التنظيمي والتهذيبي للضاحية". وهذا ما يتمنى سكان الطمحة إنجازه سريعاً، خصوصاً أن مطالبهم الخدمية "حبيسة الأدراج منذ عشرات السنين" على الرغم من الكثافة السكانية التي كانت تشهدها. لكن نقص الخدمات وخصوصاً شح المياه، دفع بكثير من الأهالي إلى هجر قراهم إلى مواقع تتوافر فيها الخدمات، في حين دعا الباقون المسؤولين من مختلف الجهات إلى "التدخل السريع والعاجل وتشكيل لجنة لرصد نقص الخدمات والعمل على توفيرها". ويقول شيخ شمل "قرى الطمحة" محمد بن إبراهيم قصادي: منذ عشرات السنين ونحن نطالب بإيصال الخدمات البلدية والصحية والتعليمية وخدمات الطرق لقرانا إلا أن تلك المطالبات لم تشفع لنا ولم تتم مساواتنا بقرى المحافظات الأخرى. ويوضح أن قرى الطمحة تزيد عن 17 قرية وتشمل: السرورية، والقصادة، والحوايا، والعماردة، والخماسي، والفقرة، والقصادة الجنوبية، وقرى تيهان، والرافعي، والطراشة، المحمدية الخماسية، والجعاونة، والآيابة. كل هذه القرى تنتظر وصول الخدمات وتوفير شبكات المياه وإحداث مكاتب للضمان وغيرها من المكاتب الخدمية وإنشاء فروع للجمعيات الخيرية لحاجة أهالي القرى لما تقدمه تلك الجمعيات من معونات مادية وتزويد المحتاجين بالمواد الغذائية وغيرها من متطلبات الحياة. وطالب شيخ شمل قرى الطمحة بإنشاء مركز للشرطة يساهم في حفظ الأمن ومركز للدفاع المدني ومراكز صحية وذلك بصورة عاجلة. ويقول محمد الطميحي إن قراهم تقع في مساحات شاسعة وتشهد كثافة سكانية متزايدة، ولم يشفع لها ذلك في وصول الخدمات من سفلتة وإنارة وأرصفة وغيرها من الخدمات الضرورية، كما تحتاج إلى مجمع حكومي لمدارس البنات بدلا من المبنى المستأجر وكذلك إحداث مدارس ثانوية بنين؛ حيث يقطع طلابها مسافات طويلة لمدرسة "شواجرة" جازان أو مدارس "الضبية" لعدم توفر تلك المدارس. منزل القش يعيش عبدالله علي طميحي (65 عاماً) في منزل من القش، وهو من المنازل التي لم يعد يسكها أحد إلا من يرغب في المحافظة على التراث. لكن ليست هذه رغبة طميحي إنما لجأ إلى منزل القش مضطراً، وهو الذي كان يعمل حطاباً في شبابه ولم يعد قادراً على القيام بهذه المهنة. على ضوء فانوسه الصغير يعيش المسن طميحي متنفسا رائحة الفتيل، ومصارعاً الأفاعي والحشرات الزاحفة التي أصبحت مألوفة بالنسبة إليه نظراً إلى ما يتعرض له من مواقف، وخصوصا ساعة نومه. وناشد طميحي كل المؤسسات الخيرية النظر في وضعه المعيشي والقيام بزيارته في منزله ليعيشوا واقعه عن قرب. تقاعد لا يكفي حسن يحيى طميحي ثمانيني طريح الفراش أصيب في العمود الفقري بعد تعرضه لحادث مروري أقعده عن الحركة، راتبه التقاعدي لا يفي بمتطلبات أسرته المؤلفة من زوجتين و21 من الأبناء والبنات. زوجته الأولى فاطمة ستينية، أنجبت له ثمانية بينهم ابنان معاقان هما يحيى (25 عاماً) وأحمد (24 عاماً). وتقول ابنته عفيفة، إن راتب والدها التقاعدي 1800 ريال وهو لا يكفي لتبلية نصف متطلباتهم، سائلة: لماذا لا توجد في قرى الطمحة جمعية خيرية تساعد الذين يعيشون ظروفاً مادية قاسية مثل ظروفنا التي حالت دون إكمال دراستنا وحرمتنا الملابس الجديدة؟". أما زوجته الثانية حليمة، فتقول إن زوجها يحتاج إلى رعاية صحية ولا يستطيع حتى توفير قيمة المواصلات، موضحة أن ابنها الأكبر يعمل حارس أمن وليس بمقدوره عمل شيء. رجل الإطفاء أما خلوي طميحي وهو شاب في مقتبل العمر وعاطل عن العمل، فلم يركن للكسل بل جند نفسه لخدمة أهالي قرية "القصادة" وبحثا عن طلب الرزق. فهو ينقل المياه بصهريجه المتهالك، كما يقوم بدور رجل الإطفاء بقريته؛ حيث ساهم في إنقاذ أسرة اشتعلت النيران في منزلها، إذ لم يلجأ أصحاب المنزل إلى الاتصال بالدفاع المدني بسبب بعد المسافة بين قريتهم ومحافظة صبيا. ويوضح خلوي إن شح المياه دعاه لاقتناء الصهريج، إضافة إلى تأمين لقمة العيش له ولأسرته. الأيتام أيتام سلمان حسن يعيشون في منزل يفتقد لأدنى مقومات الحياة وينتظرون مساعدة "فاعل خير" تنهي معاناتهم. وقال مساعد الابن الأكبر توفي والدنا في حادث مروري قبل عشر سنوات أثناء ذهابه إلى السوق، ولي ثمانية أشقاء: محمد عاطل عن العمل، وحسين معاق منذ ولادته، وفاطمة ( 30 عاما) مصابة بتخلف عقلي، وبدرية طلقها زوجها قبل شهر ما زاد من معاناتنا، وخاتمة الشقيقة الصغرى (18 عاما) لديها صعوبة في النطق وتعاني مشاكل صحية، والشقيق الأصغر أحمد مريض بالأنيميا وترك المدرسة لعدم توفر قيمة المواصلات. أما أيتام فتحي عيسى الذي توفي بمرض الملاريا قبل 14 عاماً فيعيشون أوضاعاً صعبة إذ يتولى عطية الشقيق الأكبر وهو حارس في مدرسة، إعالة شقيقته فاطمة (27 عاماً) ومريم (24 عاماً). لكن حالهم ازدادت سوءاً عندما اندلع حريق في منزلهم قبل 3 أشهر، وتسبب باتلاف أثاثه ومحتوياته. طالب يرعى الغنم جاسم طميحي طفل يدرس في الصف السادس. يبدأ يومه برحلة كفاح بقرية "العماردة " في مساعدة والده المسن برعي الغنم والذي يعد مصدر الدخل الوحيد لأسرته، بعد أن ترك والده مهنة الصيد. ثمانينية تحلم بمطبخ كاملة إبراهيم طميحي ثمانينية حالتها الصحية يرثى لها بعد أن أصيبت بورم في فمها. هي الأخرى تعيش في منزل متهالك مطبخها عبارة عن "صندقة" من الخشب. وتناشد فاعلي الخير الوقوف بجانبها وتحقيق حلمها في ترميم منزلها وبناء مطبخ جديد يحميها من الغرق ويقيها حرارة الشمس ويمكنها من إعداد طعامها بصورة جيدة. أما الشابان عبدالرحمن وناصر طميحي من قرية "الجحاجح " فيشيران إلى أن قراهما بحاجة إلى حدائق ومتنفسات وأماكن ترفيهية أسوة بباقي القرى والمحافظات يقضي فيها الشباب أوقات فراغهم. الدفاع المدني والشرطة يعدان بافتتاح مراكز قريبا أوضح المدير العام للدفاع المدني بمنطقة جازان العميد حسن القفيلي أنه سيتم افتتاح 9 وحدات ستوزع حسب الحاجة الفعلية لتلك القرى وحسب العدد السكاني وبعد القرى عن مراكز الدفاع المدني، مؤكداً أن قرى الطمحة ستكون ضمن أولويات القرى التي ستوزع بها المراكز. وأضاف القفيلي أن هناك معياراً آخر يتمثل في كثرة الحوادث، وعلى سبيل المثال ما يحدث في قرى مركز هروب من حوادث ناتجة عن هطول الأمطار وتدفق السيول, لافتا إلى أنه سيتم تغطية العجز في كل قرى ومحافظات المنطقة ودعمها بمراكز للدفاع المدني؛ حيث إن الدولة تولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً وتحرص على تحقيق أمن المواطن بتوفير أحدث وأرقى المعدات الحديثة التي تسهم بشكل كبير في الحفاظ على سلامتهم. من جانبه، أعلن الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان الرائد عبدالله القرني أنه سيتم استحداث مراكز جديدة ستغطي كل قرى ومحافظات المنطقة حسب الأولوية وحسب المعايير المحددة لتوزيع مراكز جديدة منها كثرة الحوادث الجنائية والكثافة السكانية لتلك القرى.