فرضت دعوة رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي، أحمد آل مريع، أحد الفلاحين العسيريين ليسلم المحاضر ومدير الحوار هديتيهما، نفسها اللقطة الأبرز في المحاضرة التي ألقاها، أول من أمس، علي مغاوي، بعنوان "ملامح من الثقافة التقليدية بمنطقة عسير"، نظمها أدبي أبها ومؤسسة التراث الخيرية، وأدارها الفنان أحمد ماطر. وأضاف ماطر إلى المحاضرة بمداخلاته عن التراث الفني العسيري المتمثل في فن القط، مساحة دفعت لتفاعل الحضور عفويا مع المحاضرة والمقاطع التي عُرضت أثناءها. ولم تكن الأهازيج التي ترنم بها مغاوي، وعدد من كبار السن؛ أهم ما ميز المحاضرة، وإنما كانت استجابة الفلاح الذي كان أحد متابعي المحاضرة لدعوة آل مريع، لتكون "الدعوة والاستجابة" مثالا مجسدا للثقافة التقليدية التي تناولتها المحاضرة. وقسم مغاوي الذي راوح بين إلقاء محاضرته، وعرْض بعض المقاطع والصور الفوتوجرافية، حديثه إلى قسمين رئيسين هما: العمران التقليدي في بيئات عسير المختلفة، حيث عرض فيلما عن طريقة البناء تخللته صور للمنازل التراثية لعدد من فوتوجرافيي عسير، فيما كان القسم الثاني عن الزراعة بنوعيها: الزراعة بالري، والزراعة المطرية، وأدواتهما ومواسمهما ودور النساء قديما في كل هذه الأعمال. وتخلل ذلك عرض مرئي عن الزراعة بوصفها دالا على ارتباط الناس بالأرض، بينما كان الأجمل بحسب عدد من الحضور تسجيلات لبعض الأهازيج التي كانت تنطلق مصاحبة معظم الحرف والمهن.