طلب المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان من مجلس الأمن أمس دعم إقرار مهلة لسورية تنتهي في العاشر من أبريل الجاري لتطبيق المرحلة الأولى من خطته للسلام، على أن يعقبها وقف المعارضة للقتال في غضون 48 ساعة من انتهاء المهلة. وقالت مصادر بالأممالمتحدة إن عنان أبلغ المجلس في جلسة مغلقة أن سورية وافقت على فكرة تحديد هذه المهلة التي ستتضمن وقف نقل قوات إلى المراكز السكنية وسحب الأسلحة الثقيلة وبدء سحب القوات، مشيرة إلى أن عنان طالب المجلس أيضا بدراسة شروط نشر بعثة مراقبين في سورية على أن تتمتع "بتفويض واسع ومرن". وفيما أكد مندوب سورية بالأممالمتحدةبشار الجعفري موافقة دمشق على خطة المهلة، لكنها تريد التزاما من المعارضة، قالت سفيرة الولاياتالمتحدةبالأممالمتحدة سوزان رايس إن الولاياتالمتحدة وعددا من الدول الغربية تشكك في رغبة سورية بالوفاء بوعدها بالبدء في تطبيق خطة عنان بحلول العاشر من أبريل. وقالت بعد اجتماع مجلس الأمن حول سورية إن "التجارب السابقة تقودنا إلى التشكك والقلق بأن نشهد خلال الأيام القليلة المقبلة تصعيدا في العنف بدلا من تراجعه". وتقضي خطة عنان بوقف العنف من قبل جميع الأطراف تحت إشراف الأممالمتحدة، وتقديم مساعدة إنسانية إلى المناطق التي تضررت من المعارك، وإطلاق سراح الاشخاص المعتقلين تعسفيا، والسماح بالتظاهر السلمي. ويأتي هذا التقرير، وهو الثاني لعنان أمام مجلس الأمن منذ بداية مهمته، إثر اجتماع "أصدقاء سورية" الذي عقد أول من أمس في إسطنبول. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أطلق أمس مواقف معارضة لمقررات اجتماع إسطنبول، معلنا معارضة بلاده تحديد أي مهلة أو إنذار لتطبيق خطة عنان. وقال في مؤتمر صحفي خلال زيارة لأرمينيا إن "الإنذارات والمهل المصطنعة نادرا ما تكون مفيدة"، موضحا أن خطة عنان ستخضع لتقييم مجلس الأمن وليس اجتماع "أصدقاء سورية". وأضاف "عنان يحمل تفويضا من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، الذي سيقيم من يجب عليه تنفيذ مقترحاته وكيفية ذلك". في غضون ذلك، رأت وزارة الخارجية الروسية أمس أن مؤتمر إسطنبول يتناقض مع "أهداف تسوية سلمية للنزاع" في سورية. وقالت في بيان إن "النوايا والتأكيدات التي تم التعبير عنها في إسطنبول من أجل دعم مباشر بما في ذلك عسكري ولوجستي للمعارضة المسلحة يتناقض بشكل لا جدل فيه مع أهداف تسوية سلمية للنزاع". وعبرت عن أسفها للطابع "الأحادي" للاجتماع الذي "لم تكن الحكومة السورية ممثلة فيه". وأكدت أن الأولوية تبقي تطبيق خطة عنان لوقف العنف، وأنه "من المهم جدا حاليا التركيز على دعم كل الأطراف بدون استثناء من أجل تطبيق اقتراح عنان". من جهة أخرى، قال ناطق باسم البحرية الروسية أمس إن مدمرة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود تقوم بمهمة في البحر المتوسط حاليا، بينما ذكرت مصادر أخرى أنها ستقوم بتوقف في مرفأ طرطوس السوري. ونقلت وكالة إنترفاكس عن ممثل للأسطول الروسي بالبحر الأسود أنه "سيكون توقفا تقنيا تقوم به كل سفن الأسطول العسكري الروسي التي تقوم بمهمات في البحر الأبيض المتوسط".