كشفت جولة قامت بها "الوطن" بين محال تقديم الوجبات السريعة "البوفيات" في العاصمة السعودية أن البعض منها لا يلتزم باشتراطات صحة البيئة، وارتكاب العديد من المخالفات التي تهدد صحة المستهلك لغياب النظافة والعمل دون تصريح الجهات المختصة، في حين تؤكد صحة البيئة على متابعتها لتلك الجهات ومراقبتها ورصد المخالفات، إلا أن زيادة أعداد المنشآت الغذائية يشكل ضغطاً على الأجهزة الرقابية مما يحتاج إلى زيادة في الطاقة البشرية، بالإضافة إلى إعادة النظر بلائحة الغرامات والجزاءات. وقال مدير عام صحة البيئة بأمانة مدينة الرياض المهندس سليمان البطحي "إن لائحة الغرامات والجزاءات البلدية تحتاج إلى إعادة نظر، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنها غير صالحة فهي تتضمن بالإضافة إلى الغرامات المالية إجراءات أخرى مثل: حجز المنتج ومصادرته وإتلافه وإغلاق المنشأة ومضاعفة الغرامة وسحب التراخيص في حالات خاصة". وأكد البطحي في تصريح خاص ل"الوطن" أن إدارته تعمل حسب لائحة الغرامات والجزاءات البلدية التي تتفاوت فيها العقوبات والغرامات المالية حسب نوع وطبيعة وحجم المخالفة، مضيفاً أن حالات الغش والخداع والتدليس تحال بعد ضبطها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق فيها وإيقاع عقوبات مالية أشد وفترة إغلاق مضاعفة والتشهير بعد إصدار حكم في حق المخالف من ديوان المظالم وذلك حسب نظام مكافحة الغش التجاري الأخير. وبين البطحي أن إدارة صحة البيئة حريصة على تطبيق أقصى حد للعقوبات على المخالفين، بالإضافة إلى أن إدارته تعمل على توعية العاملين وأصحاب المنشأة للتقليل من هذه المخالفات. وأشار البطحي إلى أن المدن الكبرى تنمو بشكل كبير مما يصاحبه زيادة في عدد السكان وزيادة أعداد المنشآت التجارية والخدمية ومن ضمنها المنشآت الغذائية، مضيفاً أن هذه الزيادة ستشكل ضغطاً على الأجهزة الرقابية وتحتاج إلى زيادة في الطاقة البشرية. وأضاف البطحي أن مركز خدمات الطوارئ "940" يعمل على تعزيز دور المستهلك في مساندة جهود الأجهزة الرقابية من خلال الإبلاغ عن المخالفات أو تقديم الملاحظات والمقترحات. وأكد البطحي أن إدارته توظف التقنية الحديثة لتطوير آليات عملها في الرقابة الصحية، وأنها تستخدم في أعمال الرقابة الصحية الميدانية نظام إلكتروني "راقب"، يسهل عملية المراقبة الميدانية باستخدام التقنيات الحديثة المدمجة في أنظمة الأجهزة المحمولة والكفية والهواتف الذكية، مبيناً أنها تعمل وفق سلسلة من الإجراءات الإلكترونية تساهم في تدفق النماذج الميدانية وانسياب عملية المراقبة والتفتيش من الميدان. وأضاف البطحي أن النظام يتيح التنسيق لزيارات المراقبين للمواقع المتقاربة ضمن جدول زيارة اليومية، مشيراً إلى أنه ساهم في اختصار المسافة والوقت اللازم للتنقل بين المنشآت، مبيناً أن إدارته تقوم حاليا بزيارة لجميع منشآت الصحة العامة والغذائية في المدينة بمعدل زيارة واحدة في الشهر على الأقل. وفي السياق، قامت "الوطن" بجولة ميدانية على بعض محال تقديم الوجبات السريعة "البوفيات" في العاصمة السعودية الرياض للتحقق من مدى التزامها لاشتراطات صحة البيئة"الأمانة"، حيث تبين خلال الجولة العديد من المخالفات وغياب النظافة والعمل بدون تصريح الجهات المختصة للبعض منها. كما استوقفت "الوطن" بعض مرتادي تلك المحلات وسألتهم عن أسباب التوجه لمثل هذه "البوفيات"، أفادوا بأنهم يختصرون الوقت وعدم الانتظار أوقات أطول لاستلام الطلب، بالإضافة إلى أن أسعار الوجبات تكون بالغالب معقولة، مع تأكيدهم بعلمهم بالمضار التي قد تصيبهم جراء تناولهم مثل هذه الأطعمة التي لا تلتزم بشروط النظافة. ويقول ماجد سرور "أحد مرتادي البوفيات" تعودنا على اللجوء إلى تلك البوفيات حيث إننا نختصر الوقت ونقلل الانتظار لاستلام الطلبات دون الالتفات إلى ما يحدث بداخلها من إهمال النظافة، ونعتمد على جهود الجهة المختصة في سلامة الأطعمة المقدمة". في حين يستغرب أبو عبدالرحمن من الإهمال وعدم النظافة في محال الوجبات السريعة.