لقد شرع الله لنا ديناً واضحاً وحدد لنا مصادر نأخذ منها أمور ديننا ، ولا يخوض في المتشابه منه إلا من أراد اتباع الهوى والضلال، قال تعالى مخاطباً زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين "وقرن في بيوتكن"، كلمة (قرن) مأخوذة من القرار وهو الثبوت في مكان ما، فهنا أمر لمن هن قدوة لكل مسلمة بالقرار في بيوتهن.. وهذا هو الأصل.. ولكنّ هناك أوقاتا تحتاج فيها المرأة للخروج والدين لا يمنع ذلك ولكن بضوابط شرعية. منذ زمن ظهر من بيننا من يطالب بحرية المرأة ويزعم الدفاع عنها وكأن المرأة المسلمة مقيدة ومأسورة.. وأعجب أشد العجب من أشخاص جعلوا جل وقتهم وتفكيرهم وجهودهم في كيف تخرج المرأة إلى الشارع وتختلط بالرجال وتقود السيارة بنفسها . إن من يدعون لقيادة المرأة للسيارة يتحججون بحجج واهية وأفندها هنا لمن يهمه الأمر : من يطالب بقيادة المرأة وأنه حل أفضل من ركوبها مع سائق أجنبي فهنا أقول: إن كانت هذه المرأة لها زوج أو أب أو أخ أو ابن فبدلاً من تسكعه في الشوارع أو سهراته في الاستراحات فليقم بشؤون أهله وخدمتهم وإيصالهم لمكان حوائجهم بدلاً من السائق . وأما من يعتذر بأن هناك أسرا ليس معهم رجال فأقول : أولاً نعم هناك أسر لهم مثل هذه الظروف ولكن كم نسبتهم في المجتمع؟ ثانياً هناك حلول أخرى وحكومتنا الرشيدة لن تتردد في دعم هذه الحلول ومنها : تقوم الجمعيات الخيرية بتوفير سيارات عائلية وسائقين سعوديين يشترط عليهم وجود المحرم لإيصال الأسر المحتاجة لأماكن احتياجاتهم حسب جداول وحجوزات معينة، هذا الحل ممكن جداً وليس الوحيد . ما حدث مؤخراً من اكتشاف حملات من خارج المملكة العربية السعودية تحاول إثارة نساء هذا البلد وإخراجهن لقيادة السيارات.. أو ما نطق به بعض المطالبين بهذا الأمر عن أن بناتهم يحملن رخصاً للقيادة من خارج المملكة ولكنهم لا يستطيعون القيادة هنا وهم يواجهون ضغوطاً منهن. كل ذلك كشف الأقنعة بأن هذه المطالب ظاهرها الخير وباطنها اتباع الأهواء أو السعي لنشر الفتنة في مجتمعنا. ولا أنسى في الختام أن أذكر بالقاعدة الشرعية التي تقول "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".