أكدت الولاياتالمتحدة الأميركية أنها ستسمح لسوريين بالبقاء على أراضيها مؤقتا لأن عودتهم لبلادهم فيها خطورة عليهم. وقالت وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابولتانو في بيان مساء أول من أمس "الظروف في سورية ساءت لدرجة أن مواطنين سوريين حاليا في الولاياتالمتحدة سيواجهون تهديدات خطيرة على سلامتهم الشخصية إذا عادوا لبلادهم". وأضافت نابولتانو أن "الظروف في سورية تتفاقم لدرجة أن السوريين الموجودين في الولاياتالمتحدة سيواجهون تهديدات كبيرة لسلامتهم الشخصية في حال عادوا إلى بلدهم". وأضافت أن الوزارة ستنشر الأسبوع المقبل مذكرة تتضمن توجيهات بشأن الشروط المطلوبة وإجراءات التسجيل. وتابعت أن "كل الذين يتقدمون بطلبات يجب أن يخضعوا لدراسة خلفياتهم. ومع أن الوزارة تشجع السوريين في الولاياتالمتحدة على تقديم طلبات للبقاء موقتا، عليهم ألا يتقدموا بهذه الطلبات قبل نشر هذه المذكرة". وأكدت نابوليتانو أن "الأفراد ذوي الماضي الإجرامي أو الذين يشكلون تهديدا للأمن القومي لن يسمح لهم بالاستفادة من وضع الحماية الموقتة وسترفض طلباتهم". وقال مسؤول أميركي إن مكتب المواطنة والهجرة يقدر عدد هؤلاء السوريين بين 25003000 آلاف شخص. ويمكن لوزير الأمن الداخلي استخدام برنامج وضع الحماية الموقتة لمواطني أي بلد يشهد نزاعا مثل حرب أهلية أو كارثة طبيعية. من جانب آخر قال منسق الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين السوريين بانوس مومتزيس إنه يتم استقبال السوريين الفارين من العنف بحسن ضيافة كبير ولكن الأعباء الملقاة على كاهل الدول المجاورة يزداد مع استمرار تدفق اللاجئين. وبعد 11 يوما من توليه هذه المهمة يتوق مومتزيس لتعويض الوقت الضائع في الجهود الرامية لدعم العدد المتزايد للاجئين. وذكر في مقابلة "قررنا خلال ال12 شهرا الماضية مساعدة السوريين بهدوء. ولكن أصبح هناك فراغ. هناك شعور بالإلحاح فيما يتعلق بإمكانية تحرك التمويل بسرعة للمساعدات الإنسانية". ومنذ تعيينه قضى مومتزيس خمسة أيام في لبنان وأربعة أيام في الأردن ويعتزم السفر إلى تركيا هذا الأسبوع. ووفقا لأحدث إحصاء سريع لوكالة الأممالمتحدة للاجئين فإن عدد اللاجئين في هذه الدول الثلاث يبلغ 40 ألفا. ولكن الأممالمتحدة نفسها تقول إن الرقم الحقيقي ربما يكون أكبر من ذلك بمرتين. وساعد مومتزيس على إطلاق خطة للأمم المتحدة بتقديم 84 مليون دولار للاجئين السوريين. وقال "هذه ليست خطة تتعلق بأسوأ سيناريو يمكن أن يحدث. إنها مجرد استجابة للاحتياجات الحالية لنحو 100 ألف شخص في المنطقة. مع تسجيلنا لعدد أكبر من الناس يوميا وفي الوقت الذي يعبر فيه الناس الحدود فإننا نرى الأعداد تتزايد بشكل فعلي". وتقول وثيقة نداء الأممالمتحدة إنه يجب على الوكالات الإنسانية أن تكون مستعدة أيضا لما يصل لنحو 205 آلاف لاجئ "في تدفق ضخم محتمل". إلى ذلك كشفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" عن خططها العاجلة للاستجابة لمختلف الاحتياجات ومنها التعليم والصحة لعشرات الآلاف من الأطفال السوريين الموجودين في الدول المجاورة. وقالت مديرة "اليونيسيف" الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ماريا كاليفيس "إن شاشات التليفزيون تبث كل يوم صورا وقصصا توجع القلب لأطفال في سورية تضرر غالبيتهم العظمى من هذه الأزمة سواء بدنيا أو نفسيا". وأشارت كاليفيس إلى أن المنظمة شرعت في التعاون مع شركاء من حكومات ومنظمات غير حكومية للوصول إلى أولئك الذين تتم استضافتهم في المجتمعات المحلية.