اختتم مهرجان "قس بن ساعدة" في نجران أول من أمس طاويا معه العديد من الأحداث، والأعمال الفنية وأوراق العمل والنقاشات، إضافة إلى الكثير من الجدل الإداري حول مشاركة فتيات المعهد التقني في نجران بركنيّ أزياء ملحمة الأخدود والكتاب المستعمل، وما صاحبها من خلاف مؤسساتي جمع ثلاث مؤسسات هي هيئة الأمر بالمعروف وأدبي نجران إضافة إلى المعهد التقني للفتيات بنجران. ولعل من أهم القرارات التي زامنت المهرجان هو اعتماده كمهرجان سنوي يقام في نفس المكان والزمان سنويا، فضلا عن الدعم المادي الذي حظي به النادي الأدبي وفرع جمعية الفنون من قبل أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله ووزارة الثقافة والإعلام ممثلة في نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، الذي أعلن استمرار المهرجان كل عام ودعم الوزارة له بمبلغ نصف مليون ريال سنويا لاستضافة المثقفين والمثقفات من الوطن والعالم العربي، بدعم واهتمام من أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وبمتابعة من وزارة الثقافة والإعلام. المهرجان الذي شهد العديد من الفعاليات استطاع أن يستقطب 35 ألف زائر وزائرة من داخل وخارج المنطقة. نال معرض الكتاب المصاحب للمهرجان ما يقارب 20 ألف زائر. وحول المعوقات التي واجهت المهرجان في دورته الأولى، أوضح المشرف العام على معرض الكتاب عضو مجلس إدارة نادي نجران الأدبي "قس بن ساعدة" صلاح الرشيدي ل"الوطن" أن من أبرزها وضع المهرجان داخل متنزه الملك فهد "حديقة غابة سقام" وهو خاص بالعائلات، وقال: سنقوم بتلافي السلبيات بمشيئة الله في العام المقبل لكي يتمكن الجميع من زيارة المهرجان. وكان المهرجان قد اختتم فعالياته بلقاء جمع بين المثقفين من الضيوف والمشاركين في المهرجان وتركزت الجلسة حول الشأن الثقافي في المنطقة خاصة وفي المملكة بشكل عام واستعراض عدد من الأفكار والرؤى الفكرية. وأثنى ضيوف المهرجان على ما شاهدوا بالمهرجان من حراك ثقافي ومعرض للكتاب وجهود القائمين عليه، والنجاح الذي حققه رغم الظروف المناخية و"موجة الغبار" التي منعت عددا كبيرا من الضيوف من الحضور لتأخر رحلات الطيران وإلغاء بعضها. وأشار صلاح الرشيدي إلى أن فعاليات معرض نجران الدولي للكتاب الذي يعد نقلة نوعية في الحراك الثقافي والأدبي في منطقة نجران جمع العديد من العناوين والمواضيع التي تهتم بالأدب والفكر وتلبي جميع احتياجات وتطلعات أفراد المجتمع وقد سعى المعرض لتوفير الجو المناسب لمحبي الكتب. كما شهد المهرجان معرضا مصاحبا للفنون التعبيرية "الفن التشكيلي والنحت والفن الضوئي" وجناحا لعرض ملابس ملحمة الأخدود وجناحا للكتاب المستعمل. من جهته أوضح المشرف العام على المهرجان رئيس النادي الأدبي سعيد آل مرضمة أن أكثر من 20 دار نشر من خارج السعودية وداخلها شاركت بالمعرض وتجاوز عدد العناوين أكثر من عشرة آلاف عنوان تتنوع بين فكرية وأدبية وثقافة عامة وتاريخ وفلسفة، كما احتوى معرض الفنون التعبيرية على 53 عملا فنيا، عشرة أعمال نحت و23 عملا فوتوغرافيا و20 عملا تشكيليا، إضافة إلى مشاركة 150 فردا من ممثلين وفريق عمل مساعد وفنيين قدموا عرضا ل"ملحمة الأخدود" في حفل الافتتاح بمشاركة نخبة من نجوم المسرح السعودي.