أكد عضو وفد المصالحة الفلسطينية هاني المصري ل "الوطن" أن صيغة الوفد الرئاسي الذي شكله الرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة قد انتهت والاتجاه الآن نحو قيام قوى وشخصيات سياسية فلسطينية ببلورة ورقة تفاهمات يتم استخدامها من خلال النشاطات الشعبية للضغط على حركتي فتح وحماس من أجل تحقيق المصالحة. وأوضح أن أعضاء الوفد قرروا إنهاء مهمتهم لأن الحركتين أصرتا على موقفيهما. جاء ذلك، في ظل تصاعد الخلاف بين حركة حماس ومصر إثر تصريحات متبادلة، أثارت انتقادات الطرفين. فقد اعتبرت حماس أمس تصريحات الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي ضدها "غير مسؤولة وتوضح الفشل المصري في رعاية ملف المصالحة الفلسطينية". وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم أمس إن "هذه التصريحات تؤكد أن دور مصر لم يكن حياديا إنما هو دور تصعيدي على قيادة حماس ويشير أن هناك تراجعا في الدور المصري في رعاية هذا الملف". وكان زكي قد حذر في وقت سابق حركة حماس من مغبة استفزاز مصر لأن الرد سوف يكون "سخيفا". وانتقد زكي بشدة القيادي في حماس محمود الزهار، على خلفية تصريحاته التي وجه فيها انتقادات لوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وتزامن هذا التصعيد مع تصعيد آخر، بتبادل الاتهامات بين السلطة الوطنية وحماس حول توقف محطة الكهرباء الرئيسة في القطاع. واتهمت كل منهما الأخرى، بالتسبب في هذا التوقف لأسباب سياسية والحصول على تعاطف مناصريها. إلى ذلك، أعلنت مصادر فلسطينية أمس أن تعديلا وزاريا سيطرأ على الحكومة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء سلام فياض خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن فياض سيبقى رئيسا للوزراء ووزيراً للمالية. وقالت المصادر إن اتفاقاً قد تم بين حركة فتح وفياض يقضى بإجراء تعديلات على الحكومة الفلسطينية بتغيير عشر حقائب وزارية وفي مقدمتها حقيبة وزارة الخارجية التي ستسند لأحد قادة حركة فتح بالضفة. في المقابل، أعلن الرئيس محمود عباس أمس أن قضية إصدار الحكومة الإسرائيلية قرارات بإبعاد نواب حركة حماس في مدينة القدس ستنتهي خلال يومين أو ثلاثة. وأوضح عباس أنه اتفق مع نواب حماس المهددين بالإبعاد على كيفية مواجهة القرارات الإسرائيلية، مؤكدا أنها قرارات خطيرة ولها تداعيات سلبية فلسطينيا.