تسعى الجمعية الخيرية النسائية بالجبيل من خلال إستراتيجية ثابتة تتجاوز مفاهيم الدعم المادي للمستهدفين برعاية الجمعية إلى خلق مساحات واسعة من الوعي والتثقيف بالحقوق والواجبات للسيدات من خلال مسرح نسائي، حيث اعتمدت الجمعية المسرح جزءا من عملها ورسالتها الإنسانية للمجتمع، مستهدفة المرأة بهذه الرسالة من خلال منظومة من العمل الناجحة، بفضل إصرار إدارة الجمعية، وتجانس فريق العمل، والإيمان بأهمية الرسالة. هذه القيم أكدتها الجمعية على لسان مديرتها إبتسام جخدار في ختام الدورة الأولى لمسرح الجمعية الأسبوع الماضي، والتي ذكرت أن توعية النساء والأسر المستهدفة بخدمات الجمعية جزء لا يتجزأ من دور الجمعية ورسالتها نحو المجتمع، مؤكدة على الدور التثقيفي الذي يلعبه المسرح لفئة المطلقات والأرامل بحقوقهن وحقوق أبنائهن، إضافة إلى مبدأ الترفيه لهذه الشريحة كحق مشروع يجب عدم إغفاله ضمن مفاهيم العمل الخيري، ما يعزز الفهم بتلك الحقوق، ويرفع مستوى الوعي بالأنظمة ذات العلاقة بها، ويسهم في تجاوز كثير منهن مرحلة الرعاية إلى الاستقلال بالدخل، والبحث عن الفرص الوظيفية في ظل برامج الجمعية للتدريب المنتهي بالتوظيف، عبر سلسلة من البرامج الخيرية للمستفيدات، يصقلها المسرح لتنتهي باستقرار واستقلال تام لهن. وتضيف جخدار أن المسرح النسائي ليس بالعمل السهل، ولكنه فعال النتائج على أرض الواقع، فالعرض الذي لا يتجاوز الساعة يتم الإعداد له في مدة تتجاوز الشهر، بجهود تطوعية من كاتبة النصوص، والممثلات، ومصممات الديكور، والإخراج، وتنظيم المناسبة.. جهد أسهم في استغناء كثير من المستفيدات عن خدمات الجمعية بفضل توعيتهن من خلال المسرح، الذي فتح لهن أبواب الاطلاع على مجالات العمل، ومعرفة الأنظمة، ونشر ثقافة الاعتماد على الذات وتطبيقها. ومن جانبها ذكرت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام بالجمعية، منى سعد ل"الوطن" أن العرض يعتبر امتدادا لنشاط الجمعية المسرحي والذي بدأ منذ 6 سنوات، وشارك فيه 10 فتيات، من بينهن الأخصائية الاجتماعية بالجمعية بهدف إيضاح أهداف الجمعية للجمهور والمجتمع، والذي من المتوقع أن يصل لألف مشاهدة على مدى يومين، فالمسرح النسائي يعتبر ضمن قائمة المشاريع السنوية للجمعية؛ وذلك لنجاح كافة العروض المقدمة، وكثافة الحضور، ووجود البنية التحتية القوية من مسارح وقاعات عرض ومقرات للبروفات وسهولة التنظيم بالتعاون والدعم من الهيئة الملكية، وعدد من الشركات والمؤسسات بالجبيل. ومن المخطط أن يذهب ريع المسرحية للمطلقات وأبنائهن، الذين تتكفل الجمعية برعايتهم. ومن جانبها وذكرت كاتبة المسرحية، خلود العمير، أن المسرحية تعتمد على المعالجة الدرامية القائمة على الفكاهة الموظفة بعناية لخدمة النص دون ابتذال، ويعتبر هذا النص الخامس للنشاط المسرحي بالجمعية، ويتميز بطابعه الاجتماعي. وناقشت المسرحية حياة المطلقات، وهمومهن، وآليات رعاية الجمعية لهن ولأبنائهن، في حين ذكرت المسؤولة السابقة للمشاريع بالجمعية، مشاعل الجهني، أن فلسفة اعتماد المسرح بالجمعية ارتكزت على أهميته في خلق حالة من الثقافة والترفية، مما يحقق أهداف الجمعية بأسلوب عصري محبب، وفعال، بعيدا عن النمطية في التوعية، وعلى صلة بهذا فقد أسس مسرح الجمعية مفهوما تقدّميا للدور الحضاري المنوط بالجمعية لتؤديه للمجتمع، فخلق منظومة من العمل الفني النسائي الذي شكل مع مرور الزمن حالة ثقافية قلّ نظيرها في الأنشطة الخيرية والإنسانية، حتى باتت محورا رئيسا يصعب التنازل عنه أو السماح له بالتراجع، إذا ما علمنا أنه يعتمد على جهود فردية وتطوعية بحتة. وقد عالج مسرح الجمعية خلال السنوات الماضية قضايا الأيتام، والعاطلات، وضرورة التأهيل من أجل العمل، ومفهوم الأسرة المنتجة، وهموم المراهقات، والسلوكيات الخاطئة في التعامل البيني، والآثار السلبية للتقنية من الفضائيات ووسائل الاتصال الرقمي. ومن جانبها قالت سيدة الأعمال، عضو المجلس التنفيذي لسيدات الأعمال في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، فوزية النافع ل"الوطن" إن المسرح النسائي بالجمعية الخيرية النسائية بالجبيل يعتبر نافذة لتثقيف المرأة بالحقوق والواجبات في وقت يشهد زخما من الدعم الحكومي للمرأة وحقوقها في العمل والحضور، ويجب دعمه، وأبدت استعدادها على الصعيدين الشخصي والرسمي بدعم هذا النشاط، وتبنيه والمساهمة في تسجيل حضور له أكثر فاعلية في كافة المناسبات، والجهات ذات العلاقة. وأضافت النافع: نأمل من مسؤولات الجمعية التواصل مع المجلس التنفيذي لسيدات الأعمال من أجل التكامل في جانب التثقيف ورفع مستوى وعي النساء في هذا الجانب، فالمجلس لديه إستراتيجية تعنى بهذا التوجه، كما طالبت النافع بتوحيد جهود جمعيات النفع العام بما يحقق تناغما يسهم في استفادة النساء مما تقدمه الحكومة من خطط لإعطاء المرأة السعودية حقوقها كاملة في العمل والاستثمار، والمشاركة في التنمية الاجتماعية بصورة تعزز حضورها، وتمنحها الفرصة لحياة كريمة.