تسبب امتهان الوافدين المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل الاتجار ببيع مياه زمزم إلى حدوث زحام شبه يومي في موقع الأشياب في كدي بمكةالمكرمة، لقاء كثرة أعدادهم ومزاحمتهم المواطنين والمقيمين القادمين للعمرة والراغبين في الحصول على ماء زمزم من الأشياب اليدوية، ما أدى إلى انتظارهم لفترات طويلة في طوابير طويلة. ورصدت "الوطن" أثناء وجودها بالموقع أول من أمس، توافد مئات من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، وتزاحمهم أمام البوابة المخصصة لصنابير التعبئة اليدوية في موقع مياه زمزم, ما أدى إلى مزاحمتهم للمعتمرين القادين للتعبئة وسط جهود مستمرة يبذلها أفراد الحراسات الأمنية بالموقع، إلا أن تزايد الأعداد تسبب في عشوائية التعبئة. وأدى التدافع إلى تدخل عدد من أفراد الحراسات لمنع المخالفين من تعبئة جوالين ماء زمزم، خاصة المتاجرين بها، وأدى الزحام وغياب التنظيم إلى ترك عدد كبير من المواطنين للموقع, معللين ذلك بسيطرة تجار بيع ماء زمزم على كافة صنابير التعبئة. وأشار المواطنان محمد الطويرقي وفهد الثبيتي إلى أن غياب التنظيم والمتابعة دفع بضعاف النفوس المتاجرين بمياه زمزم إلى التسبب في إحداث هذه العشوائية أثناء تعبئة الجوالين المخصصة لمياه زمزم، وحرمان غيرهم من الاستفادة منها. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المكلف المقدم زكي الرحيلي ل"الوطن" عن وجود لجنة رباعية مشكلة من أربعة جهات حكومية هي إمارة منطقة مكةالمكرمة, وأمانة العاصمة المقدسة, ومديرية جوازات العاصمة المقدسة, والشرطة ممثلة في الضبط الإداري لمتابعة ومراقبة أعمال موقع تعبئة ماء زمزم اليدوي بشيب كدي. وأكد أن اللجنة تمارس مهامها اليومية, مشيراً إلى أن كلاً من شرطة الحرم المكي الشريف والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام معنية بمتابعة ومراقبة موقع تعبئة ماء زمزم بالغزة, لافتا في سياق حديثه لوجود شركة حراسات متخصصة تتابع أعمال المراقبة والتنظيم في موقع مصنع خادم الحرمين الشريفين لتعبئة عبوات ماء زمزم بكدي. يذكر أن عددا كبيرا من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل يمتهنون بصفة يومية الاتجار بماء زمزم، حيث يبدؤون يومهم بالاتجاه إلى موقع الأشياب حاملين معهم عشرات الجوالين الفارغة لتعبئتها، ومن ثم الخروج إلى الطرقات والميادين العامة وعرضها للبيع تحت أشعة الشمس. وتواصل الجهات المعنية ممثلة في شرطة العاصمة المقدسة، وفرق المراقبة بالأمانة تتبع ورصد هؤلاء المخالفين ومصادرة ما بحوزتهم من جوالين مياه يدعون أنها مياه زمزم، حيث كشفت جولات سابقة لمراقبي البلديات خلط هذه المياه بمياه التحلية للتحايل والتكسب على حساب المواطنين.