عذراً فلقد قبلت الهموم وعانقت الفراق.. عذراً فلقد أرقني مضجعي وآن الأوان لأصحو وأهاجر، ركبت زورقي الصغير لأرحل فقد قررت الذهاب والابتعاد.. عذراً يا حبيبتي ما عدت أطيق الجلوس والانتظار.. سرت في طريقي بزورقي الصغير.. إلى جزيرة لا أعرفها كثيراً هكذا شاءت الأقدار، ولكن سرعان ما تعايشت مع هذا القدر المحتوم.. ارتشفت مرارة الفراق.. فأصبحت كالسراب يرى ولكن دون جدوى. كم هو الهم فاضح في عيوني، كم هو يستهوي عقلي وفكري، كم هو يستفز صبري وأملي، ذات يوم ركبت صباحا زورقي الصغير المليء بالأحزان كقلبي الحزين، فاتجهت نحو الأمام لا أدري أين أذهب، وفجأة وأنا في هذه الجزيرة المليئة بالأشجار الكثيرة، ساقني قدري إلى أن يرتطم زورقي الصغير بجزء من صخرة عالقة، فتحطم زورقي قريباً من هذه الجزيرة، فنزلت وآمالي محطمة كزورقي، نمت أسفل إحدى الأشجار العملاقة فحلمت حلماً أفزعني وأيقظني من نومي، لكم عانيت في حياتي وعانيت حتى آلمتني الأحزان، فرسمت خطاً على وجهي تاركة عليه آثار الهموم، فبعد طول صبري وعذابي تحررت من ميدان الأحزان، فلقد وجدتها أخيراً قمراً يضيء دربي فنورت طريقي وأثلجت صدري، من أجمل ما رأت عيني، صارت أمل القلوب عندي، بل صارت أمل الحياة حتى أصبحت بعد ذلك نور عيني فنورت أيامي كلها.