لم يتمكن التصميم الجذاب لمركز الحرف والصناعات اليدوية بمدينة بريدة المستوحى من البيئة التراثية للمنطقة، ولا الموقع الإستراتيجي الذي يتوسط المدينة، ولا مجانية محلاته من استقطاب الحرفيين ومحبي التراث لتشغيل المحلات التي يضمها المركز وتتجاوز 48 محلاً، فيما هدد المشرف العام على المركز بالاعتذار لهيئة السياحة وأمانة القصيم عن العمل فيه بسبب الجمود الذي يعانيه. ورصدت "الوطن" خلال جولتها على المركز عددا كبيراً من المحال المغلقة سوى أربعة محلات جلس أمامها الحرفيون، فيما بدا عدد قليل من محبي التراث يتواجدون في المركز، وقال أحدهم وهو عبدالله محمد الذياب إن أصحاب هذه المحلات المغلقة ليس لديهم نية في العمل في هذا المركز، وإن عليهم أن يتنازلوا عن هذه المحلات ويفتحوا المجال لآخرين يريدون العمل فيه، داعياً إلى أهمية إيجاد حلول لهذه المحلات المغلقة كإعطائهم فرصة لفتحها أو سحبها منهم، وإحياء مركز الحرفيين من خلال نقل الأسواق الشعبية إليه، وقال "إذا استمر الوضع على هذه الحال سوف ينتهي هذا المركز ويصبح بلا جدوى". من جانبه، وصف المشرف العام على مركز الحرف والصناعات اليدوية ببريدة عبدالرحمن اليحيى وضع المركز بأنه يعيش في "العناية المركزة " وحاله لا يسر، مما يدفعه إلى أن يتقدم باعتذاره لهيئة السياحة وأمانة القصيم عن العمل بالمركز بسبب الجمود الذي يعانيه، مؤكداً أن المركز تم تنفيذه وفق شراكة بين أمانة القصيم والهيئة العليا للسياحة وأنه يضم 48 محلاً للمهتمين بالتراث والحرفيين، وأنه عمل فيه منذ أربع سنوات ولكن دون فائدة تذكر. وأشار إلى أن موقع مركز الحرفيين يحتاج إلى نقل سوق الخميس والجمعة ليكون بالساحة الخارجية للمركز، إلى جانب السوق النسائي بالساحة وتوزيع المساحات عليهم بشكل منظم، مؤكداً أنه تقدم بطلب سابق لأمين أمانة منطقة القصيم بذلك ولم يتم التجاوب معه، وأبدى اليحيى استياءه الشديد بسبب ترك مركز الحرفيين بهذا الشكل، لأنه يعد أول وأكبر سوق يجمع الحرفيين بالمملكة. من جهة أخرى اتفق المدير التنفيذي لهيئة السياحة بالقصيم الدكتور جاسر الحربش مع المقترح بأن المركز يحتاج إلى تفعيل وتسويق أمام الجمهور، و"أن مشروع مركز الحرفيين تم تنفيذه قبل أربع سنوات بتعاون بين الأمانة وهيئة السياحة، حيث قامت الهيئة باستكمال التجهيزات اللازمة للمركز في حين وفرت الأمانة المحلات، وتمت إقامة مركز صغير لاستقبال الزوار، إضافة إلى الخيمة الاجتماعية وتقسيم المركز إلى قسمين للحرفيين والمهتمين بالتراث". وأضاف أن الهيئة توجه معظم ضيوف المنطقة بزيارة المركز حيث سبق أن زاره السفيران الأميركي والفرنسي وهو جزء من تسويق المركز، مشيراً إلى أن التعامل مع المهن الحرفية واليدوية يحتاج إلى توعية بأهميتها لما لها من بعد اقتصادي واجتماعي، ودعا الحرفيين إلى تطوير مهاراتهم وإنتاجهم ليصبح المركز أكثر جاذبية. واختتم الحربش حديثه بأن الحرفيين بالمركز لهم مشاركات داخلية وخارجية بالمهرجانات والفعاليات السياحية وأن هناك مجموعة متميزة من الحرفيين كانت لهم مشاركات في سوق عكاظ ومهرجان الربيع بالنعيرية، مبيناً أن هناك جزءا كبيراً من الهدايا والدروع التي تقدم في مناسبات المنطقة تشمل منتجات الحرفيين.