دخلت الأندية الرياضية أزمة جديدة، وذلك بوقوع أكثر من 80 % منها في النطاق الأحمر، ضمن برنامج "نطاقات" المعتمد لدى وزارة العمل، وذلك لعدم "سعودة" الوظائف فيها. وهذا يعني حرمانها من تجديد رخص العمل واستقدام عمال وافدين، وتغيير مهنة الوافدين العاملين في منشآتها. ------------------------------------------------------------------------ دخلت الأندية الرياضية السعودية أزمة جديدة، وذلك بوقوع أكثر من 80% منها في النطاق الأحمر ضمن برنامج نطاقات المعتمد لدى وزارة العمل السعودية، وذلك لعدم سعودة الوظائف المتوفرة فيها، وهو ما يعني حرمانها من كافة خدمات وزارة العمل، بما في ذلك الحرمان من تجديد رخص العمل واستقدام عمال وافدين، والمنع من تغيير مهنة العمال الوافدين الذين يعملون في المنشآت الرياضية. كما سيؤدي الأمر كذلك، إلى حرمان الأندية من أي تأشيرات جديدة أو بديلة أو موسمية، وعدم القدرة على تجديد رخص العمل للعمالة الموجودة حاليا، إضافة إلى فقدان السيطرة على العمالة الوافدة العاملة لديها في حال عدم تحسين نطاقها. وأثرت هذه الإجراءات بشكل كبير على عمل الأندية خلال الفترة القريبة الماضية، حيث وقفت مكتوفة الأيدي في ظل عدم تساهل وزارة العمل في الأمر، وتأكيدها عدم التغاضي أو التساهل فيه، ووضعها شروطا ومعايير وعقوبات لتقيّم أداء المنشآت وتصنيفها إلى نطاقات ممتاز وأخضر وأصفر وأحمر، بحيث يكافأ النطاقان الممتاز والأخضر الأعلى توطينا، ويتعامل بحزم مع الأحمر الأقل توطينا، وتعطى مهلة أطول للمنشآت في النطاق الأصفر، فيصبح بذلك توطين الوظائف ميزة جديدة تسعى إليها المنشآت للتميز والتنافس. وصول للأخضر وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل حطاب العنزي أن المادة السابعة من نظام العمل تستثني لاعبي الأندية والاتحادات الرياضية ومدربيها من تطبيق أحكام هذا النظام، أما بقية العاملين في الأندية فهم يخضعون لنظام العمل ومن ثم لبرنامج نطاقات، وقال "يجب أن يتم توظيف العدد المطلوب من السعوديين حتى ترتقي الأندية وتصل إلى النطاقات الآمنة الممتازة والخضراء". لجنة تواصل أما وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الأندية سعود العبدالعزيز فأكد أن معظم الأندية تقع في هذا النطاق، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة من قبل الرئاسة للاجتماع مع المعنيين في وزارة العمل، وذلك للتوصل لحل يحرر الأندية من هذا النطاق حتى تسير أمورها بشكل سليم، وأضاف "خاطبنا وزارة العمل منذ شهر، وننتظر الاجتماع مع المعنيين في وزارة العمل لوضع الحلول الجذرية لهذه المشكلة". وعن الوظائف المستحدثة في الأندية، أشار العبدالعزيز إلى أن الاجتماع مع المعنيين في الوزارة سيحدد أشياء كثيرة، خصوصا أن الرياضة السعودية دخلت عليها كثير من المستجدات مثل الاحتراف والاستثمار، وشملها التطوير في كثير من الأمور، وهي تحتاج إلى زيادة في عدد الموظفين، مشيرا إلى أن اللائحة الجديدة للأندية ستكون مساعدة لها على توظيف أكبر من السعوديين. وعن مرتبات العاملين السعوديين الذين سيدخلون الأندية أشار، قال "لم ننته من الموضوع بعد، وهناك لجنة تدرس الأمر من كل جوانبه، وستكون هناك آلية للمرتبات وللعاملين ولطبيعة العمل، كما سيكون هناك فرق بين ناد لديه رعاة، وآخر ليس لديه دخل سوى إعانة رعاية الشباب". استحداث وظائف ويرى رئيس نادي القادسية السابق جاسم الياقوت أن على الرئاسة العامة لرعاية الشباب استحداث وظائف حكومية رسمية في الأندية تتكفل هي برواتبها، خصوصا أن أعضاء مجالس الإدارات غير متفرغين، وهو ما يجعل المنشآت الرياضية بحاجة أكبر إلى وجود أطقم لإدارة العمل والأنشطة والبرامج. وقال الياقوت "أعتقد أن هناك أكثر من 1000 وظيفة مشغولة بأجانب، خصوصا في الأندية التي تملك مقرات حكومية". وأضاف "للأسف عندما كنت رئيسا للنادي لم يكن هناك سوى وظيفة سكرتير التي كان من المفترض أن يتم سعودتها فقط، ولكن أعتقد أنه مع التطور الرياضي الكبير ودخول الاستثمار والاحتراف والخصخصة يجب على رعاية الشباب استحداث وظائف جديدة تتلاءم مع الوضع الراهن للأندية على أن يتم توطينها بأبناء الوطن". مئات الفرص من جانبه أبدى المستشار القانوني خالد أبو راشد استغرابه من وجود أجانب في وظائف إدارية في الأندية، خصوصا أن هذه الوظائف سهلة، ولا تحتاج إلى فنيين أو شهادات عالية، وقال "أتمنى من الأندية السعودية سعودة هذه الوظائف بالكامل، وستجد عشرات السعوديين الذين يستطيعون إجادة مثل هذه الوظائف بكل سهولة". وأضاف "أتوقع أن حل المشكلة بسيط، وبيد إدارات الأندية التي يجب عليها سعودة الوظائف حتى تسهم في تقليل فرص البطالة في المجتمع، وعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب دور كبير في خلق وظائف جديدة في الأندية، ومن ثم عليها التوجيه والرقابة والمحاسبة حتى تضمن فتح الباب أمام السعوديين". وختم أبو راشد "لو قلنا أن هناك 4 وظائف للسعوديين في كل ناد، وعدد الأندية 153 ناديا، فهذا يعني أنه لدينا أكثر من 600 وظيفة في الأندية للسعوديين، وبالتالي ستساند هذه الأندية 600 أسرة سعودية.. المحزن أنه إضافة لتجاهل أنديتنا سعودة الوظائف فإنها تقدم رواتب ضخمة للأجانب تتجاوز 10 آلاف ريال".