يتربع جبل وادي الغيل في منتصف جبال النماص وخاط بمحافظة المجاردة، حيث كان إلى فترة قريبة محط أنظار زوار المجاردة، فتبهرهم روائح الأشجار العطرية، ومنظر أشجار الموز والبن والكاذي، وقد زرعت في شكل مدرجات، تسقى من عيون نابعة من الصخور في قمم الجبال. وفي قمة الجبل، تبدو منازل الأهالي، ولكن هناك متغيرات طرأت على الجبل وحياة سكانه، حيث تسبب الجفاف في موت المزروعات بسبب جفاف الينابيع، إضافة إلى هجرة الأهالي. فيصل العمري أحد أهالي الجبل، يملك عددا من المزارع، أكد أنه هجر الجبل إلى محافظة المجاردة بحثا عن الخدمات وأبرزها الطريق، وقال: في الماضي كانت هناك عيون مشهورة بوفرة المياه تسمى عيون وادي الغيل، التي تنبع من الجبال وتسيل بشكل مباشر من قمم الجبال إلى مزارع المواطنين. وأوضح العمري أن وادي الغيل من الأودية الكبيرة في تهامة عسير، حيث تتجمع فيه مياه السيول من جبال النماص ومن حولها، مبينا أنه تم في عام 1409 ترسية مشروع إصلاح هذه العيون على شركة وطنية بمبلغ 14 مليونا و780 ألف ريال، مضيفا أنه مع مرور الزمن وتقادم المشروع وقلة الأمطار، قلت المياه في الوادي، وجف كثير من منابع تلك العيون وبعضها انسابت مياهه في الأرض، وطمرتها السيول الجارفة مع مرور الزمن. من جانبه، طالب نعمي العمري بإنشاء مشروع لاستخراج هذه العيون النادرة من باطن الأرض وإعادتها لتروي عطش ما تبقى من الأشجار، مشيرا إلى عدم استطاعة سكان الجبل استخراج تلك العيون من باطن الأرض، لعدم وجود الإمكانات وقلة المادة لديهم، وقال إن شجرة البن تعتبر من الأشجار المعمرة، وكانت إلى فترة قريبة تزين مدرجات الجبل، ولكن هذه الأيام بدأت تموت أعداد كبيرة منها بسبب جفاف العيون، وعدم استكمال مشروع سفلتة الجبل إلى النهاية، حيث هجر الأهالي الجبل، مطالبا باستكمال مشروع سفلتة الجبل إلى النهاية، وصيانة العيون وتنظيفها، على أمل أن يعود الأهالي، ويهتموا بمزارعهم التي ماتت، وليعيدوا للجبل شهرته واخضراره. إلى ذلك، أكد مدير فرع المياه بمحافظة المجاردة، عبدالله مروعي، أنه يوجد في الجبل عيون مياه طبيعية أقيم عليها مشروع لربط هذه العيون بقنوات خرسانية، وأقيمت غرف على تلك العيون مكونة من بوابات (محابس)، ويتم تجميع المياه في خزان رئيسي بأعلى القرية يتم التوزيع عن طريقه. وقال المروعي إن الغرض من المشروع هو تغذية المزارع في الجبل، وإنه تم تنفيذ المشروع بعد دراسة مستفيضة، ولم يكن هناك ضرر على منابع المياه، حيث كان عددها 9 عيون، 5 منها في أعلى الوادي، و4 أسفل الوادي، وإن متوسط الإنتاجية في تلك العيون كان 70 مترا مكعبا يوميا في السابق، ولكن مع قلة سقوط الأمطار في السنوات الأخيرة كان من الطبيعي أن يقل إنتاج تلك العيون حيث أصبحت الإنتاجية الآن 16 مترا مكعبا فقط. واختتم المروعي تصريحه مؤكدا أن مشروع عيون وادي الغيل تتم صيانته بشكل دوري ضمن عقد تشغيل وصيانة سدود منطقة عسير.