عزا الدكتور عاصم بني عامر، دوافع إعداد بحثه الذي ألقاه في محاضرة "أثر البيئة في اللغة العربية.. الإبل أنموذجاً"، إلى سماعه ما قالته دبلوماسية غربية "لغتكم العربية تفوح منها رائحة الإبل". وقال أستاذ اللغة العربية والنقد في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء في محاضرته التي أدارها عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، الدكتور عبدالمجيد آل الشيخ مبارك، بأحمدية آل مبارك مساء أول من أمس في الأحساء، إن "الناقة" بمختلف مسمياتها حاضرة في جل قصائد الشعر العربي، سواء كان وصفاً مباشراً أو غير مباشر، حتى إن الشعراء العرب جعلوا الإبل مدار وصف دائم في مجالسهم، إضافة إلى تأليف العديد من الكتب المتخصصة في الإبل. وأشار بني عامر، إلى أن العرب نظموا في "الإبل" شعراً أكثر من أي شعب آخر في العالم مع أي حيوان يحضر في ثقافتهم. وقال "لم يحظ أي حيوان من الحيوانات مثلما حظيت الإبل بالاهتمام من العرب، وذلك لما تشكله من أهمية في حياتهم، دفعتهم لوضع 1000 اسم ومصطلح في اللغة لوصف أشكالها وأصنافها وعدد سنواتها، ولا ينافسها في عدد التسميات إلا السيف، واصفاً أن "الناقة ديوان العربي" ومصدر نصوصه ومبعث أخيلته في الحياة. وأكد بني عامر، في معرض محاضرته، أن الشعر هو المصدر الأول للتوثيق اللغوي في اللغة العربية، مبيناً أن معظم اللغات الأجنبية في العالم يوجد بها معجم للتطور التاريخي للمفردات، وهي معرفة أصل الكلمة ومعناها خلال الفترات الزمنية المختلفة، ومقارنة تطور معانيها خلال الفترات الزمنية المختلفة، إلا اللغة العربية "فإن معاجمها لا تتابع التطور التاريخي للمفردات والمسميات".