أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن واشنطن تقود جهدا دوليا لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن فقد نظامه شرعيته في الحكم، وأضاف أنه "لا توجد حاليا احتمالات للتدخل العسكري في سورية في هذه المرحلة، ونعمل على زيادة العزلة المفروضة على نظام الأسد وتوسيع العقوبات". وقال بانيتا خلال جلسة استماع بالكونجرس حول الوضع في سورية "إن المعارضة السورية تقاتل وعمليات الانشقاق تزداد، لكن النظام السوري يستمر في الاحتفاظ بالقدرة العسكرية الكبيرة والمتماسك". وأشار إلى أن نظام الأسد "تجاهل كل تحذير وأهدر كل فرصة وانتهك كل اتفاق لتسوية الأزمة". وأضاف "أميركا قائد عالمي، وروسيا والصين تعرقلان الجهود الدولية لحل الأزمة السورية". واعترف بانيتا بأن الإدارة الأميركية تبحث مع شركائها الدوليين الخيار العسكري "إذا لزم الأمر". وتابع "رغم أن روسيا والصين قد شجبتا وعرقلتا بشكل متكرر أي قرارات دولية، فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعطت تأييدها لمبادرة الجامعة العربية التي تبين أن نظام الأسد فقد شرعيته، وهناك محاولات لتمرير القرارات على مستوى مجلس الأمن الدولي لإدخال الجهود الدولية حيز التنفيذ". وأكد أنه "لا توجد حلول سريعة لهذه الأزمة"، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية "لا تستبعد أي خيار". من جانب آخر وصل إلى القاهرة أمس الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، المبعوث الأممي العربي المشترك بشأن الأزمة السورية، قادما من جنيف في زيارة لمصر في بداية جولته الأولى بعد اختياره لهذه المهمة. ومن المقرر أن يلتقي عنان خلال زيارته لمصر عددا من المسؤولين المصريين، كما سيلتقي أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي لاستعراض تطورات الأزمة السورية. ميدانيا قتل سبعة أشخاص بنيران القوات النظامية في سورية أمس، فيما تواصل قوات الجيش استعدادها تمهيدا لاقتحام مناطق في إدلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن "أربعة مدنيين قتلوا إثر إطلاق رصاص من بلدات وقرى كنصفرة وكفرومة ومعصران ومرعيان" في محافظة إدلب. كما قتل مجند في بلدة كفرنبل في المحافظة نفسها على أيدي قوات النظام. وفي محافظة حلب قتل مواطن في بلدة الاتارب إثر إصابته برصاص قناصة. وفي حمص قتل طفل "إثر إطلاق الرصاص عليه في حي الخالدية". وأفاد المرصد أن عدد القتلى منذ بدء الاضطرابات في منتصف مارس 2011 وصل إلى 8458، غالبيتهم من المدنيين. ومن جهته ذكر المجلس الوطني السوري في بيان أنه "رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية متجهة إلى مدينة سراقب" في محافظة إدلب و"أرتالا عسكرية متوجهة نحو مدينة إدلب". وتضم مناطق محافظة إدلب، ولا سيما جبل الزاوية، أكبر تجمع للمنشقين عن الجيش النظامي. وشددت قوات النظام بعد سقوط حي بابا عمرو في حمص الخميس الماضي الضغط على عدد من المناطق التي تعتبر معاقل للمنشقين والناشطين المناهضين للنظام. وطالب المجلس الوطني "المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على الأصعدة كافة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو التي سقط فيها المئات من الشهداء"، مشيرا إلى أن حمص تحولت إلى "مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية". كما طالب "الثوار" في دمشق وحلب وحماة "بالقيام بكافة التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في إدلب".