دائما ما تمثل علاقة الفنانين بالسياسة وضعا شائكا، لما يمثله الفنان من مكانة في المجتمع، وتأثيره علي كثير من جمهوره، بعض الفنانين يرفضون الاقتراب من السياسة، في حين يري بعض آخر أن الفن لا ينفصل عن السياسة، وأن الفنان لا بد ان يؤدي دوره السياسي. ومن بين هؤلاء الممثل المصري عمرو واكد، الذي سعى بعد ثورة 25 يناير لإنشاء "الجبهة القومية للديموقراطية والعدالة"، ويقول إنه أنشأها من أجل التعبير عن مطالب الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير، حتى لا تتم سرقة الثورة من قبل أي جهة، مشيرا إلى أنه لم يطمح لتكوين حزب، بل جبهة تشمل جميع الأطياف السياسية. الممثل خالد الصاوي أيضا، يرى أن الفنان لا بد أن يقوم بواجبه تجاه قضايا وطنه من خلال الانخراط في الحياة السياسية، لذلك بادر بتأسيس "حزب التحالف الشعبي" مع مجموعة من السياسيين والفنانين منهم المخرج داود عبد السيد، الذي قال إنه اشترك في الحزب حتى يتمكن من ممارسة دوره في تحديد مستقبل مصر في الفترة المقبلة. علي عكس هذا الرأي ترى مجموعة أخرى من الفنانين أن الفنان لا بد أن يظل بعيدا عن السياسة، وأن يمارس دوره من خلال فنه فقط، من هؤلاء المطربة اللبنانية نانسي عجرم التي لا تسمح بتوجيه أسئلة سياسية إليها عند ظهورها في مقابلات إعلامية، حتى إنها ترفض أن تكون ضيفة في برنامج ذي طابع سياسي، تؤكد نانسي أنها تحرص على فنها وعلى علاقتها بجمهورها العريض من الأطياف السياسية كافة، مشيرة إلى أنها لا تفهم في السياسة كثيراً، وهي لا تؤيد سياسيين معيّنين، وتتمنى كأي مواطنة لبنانية استقرار وازدهار البلد. من جهة أخرى، تحترم عجرم الفنان الذي يبدي رأيه السياسي علناً في حال كان مؤمناً بفكرة أو مشروع معين. وتتفق الفنانة المصرية يسرا مع نانسي، في أن الفن لا يقل أهمية عن السياسة، والفنان يمكن أن يكون مؤثرا من خلال أعماله، أكثر من ممارسته السياسة بشكل مباشر. أما الفنان اللبناني فضل شاكر فيؤيد الدور السياسي للفنان، حيث شارك الأسبوع الماضي في مظاهرة نظمها سلفيون في مدينة صيدا الساحلية الجنوبية للاحتجاج ضد النظام السوري، والمذابح التي يرتكبها ضد شعبه.