في تحدٍ جديد لوحدة ليبيا عقب الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي أعلن زعماء قبائل وسياسيون ليبيون أمس في مدينة بنغازي منطقة برقة في شرق ليبيا "إقليما فدراليا اتحاديا" واختاروا الشيخ أحمد الزبير الشريف السنوسي رئيسا لمجلسه الأعلى، وهو ما رفضه المجلس الانتقالي. وقال أحد المنظمين للمؤتمر ويدعى محمد بويصير إن "المجتمعين طرحوا اقتراحاً لتحويل ليبيا إلى دولة فيدرالية، ونود أن نهتم بالإسكان والتعليم وأمور أخرى وسنفوض الحكومة المركزية في شؤون الأمن القومي والدفاع". وأضاف "نحن نؤمن بليبيا موحدة. لكن الناس في برقة عانوا من الإهمال 40 عاماً، وإذا استمر هذا الإهمال للشرق فلا أضمن أن تظل ليبيا دولة واحدة". واستدرك بويصير بالقول إنه لا توجد خطط لإعلان استقلال من جانب واحد عن بقية ليبيا، وإن المشاركين في المؤتمر "سيطرحون على الطاولة ما لديهم من اقتراحات وسيستخدمون وسائل سلمية من أجل تحقيق مطالبهم". إلى ذلك قال مكتب رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب إنه سيلقي كلمة عبر التلفزيون لشرح خطط ترمي لزيادة سلطات الحكومات المحلية وذلك في خطوة تهدف لاستباق نتائج المؤتمر. من جهة أخرى شارك الآلاف من سكان بنغازي أول أمس في تشييع 163 جثة عثر عليها في مقبرة جماعية بمنطقة بن جواد شرق سرت. وتوجَّه المشاركون إلى ساحة التحرير وأقيمت الصلوات على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال الثورة التي أطاحت بالنظام السابق. وقال رئيس اللجنة والطبيب الشرعي عمر العبيدي إن بعض هؤلاء أُعدم على يد قوات النظام السابق في حين قضى الآخرون خلال المعارك. وأضاف "تم التعرف على هويات 70 جثة فقط، وقد حصلت اللجنة على فتوى رسمية وإذن من المدعي العام لإعادة فتح النعوش في حال حصول أي تطور يساعد على تحديد هوية جثث أخرى".