ينطلق مساء اليوم معرض الرياض الدولي للكتاب حاملا لأول مرة في تاريخ دوراته شعارا "الحياة .. قراءة" تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، بحفل خطابي يضم جمهرة من المثقفين والمهتمين، يتقدمهم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي سيلقي كلمة الوزارة في المناسبة السنوية التي ينظر إليها المتابعون باعتبارها عرسا سنويا للمعرفة والكلمة والثقافة، رغم ظهور أصوات معترضة لأفراد يرى مثقفون ومراقبون أنهم معنيون بالتشويش ومصادرة إيجابيات المعرض. ويشهد حفل الافتتاح عرضا تسجيليا بصريا يتحدث عن آثاريين سيكرمون الليلة وهم الدكتور سعد الراشد، والدكتور عبدالرحمن الأنصاري، والدكتور علي الغبان، والدكتور أحمد الزيلعي، وعبدالله المصري، والدكتور عبدالعزيز الغزي، وسعيد السعيد، إلى جانب تكريم الفائزين بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب وهم سعد البازعي، وأحمد الواصل، وسعد الدوسري، وسليمان الذبيب، وأيوب الجربوع، وخالد المحيسن، ودلال الحربي، وعبدالرحمن المشيقيح، وناصر العطوي، ومحمد الخازم. وسيمكن المعرض الزوار لأول مرة هذا العام من التجول فيه بشكل ثلاثي الأبعاد والاطلاع على الكتب ودور النشر، وذلك من خلال معرض افتراضي يستمر لمدة عام كامل، كما يشهد المعرض ولأول مرة أيضا حفلا ختاميا. وكان نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر قد هدد باتخاذ إجراءات رسمية ضد أي شخص يحاول تعكير صفو المعرض. وأكد الجاسر أمس عقب جولة تفقدية للاستعدادات النهائية لافتتاح المعرض تعاون وزارته الكامل مع أجهزة الدولة الرسمية، ومن بينها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشددا في الوقت ذاته إلى أن أي شخص خارج الإطار الرسمي للأجهزة الرسمية المسؤولة، "سواء كان محتسبا أو غيره يأتي عملا أو تصرفا لا قانونيا فسنتخذ إجراءاتنا"، موضحا أن من لديه ملاحظات يمكنه التواصل مع الجهات المنظمة من خلال استمارة يتم توزيعها، وينطبق ذلك على الملاحظات حول الكتب، أما في حال كان الكتاب مجازا فلا يجوز الإخلال بالنظام، كاشفا أن جميع ما أجيز للعرض خضع لرقابة مثقفين مختصين يمثلون وزارة الإعلام وبإشراف من الوزير. وحول سؤال وجهته "الوطن" للجاسر عن مشاركة المرأة كبائعة وممثلة لبعض دور النشر، وأيضا كموقعة على بعض الإصدارات الجديدة، أكد عدم تفريق وزارته بين الجنسين، لأن الثقافة إجمالا نتاج كل منهما، بمعنى أن إنتاج المرأة الإبداعي وإصداراتها موجودة ومعروضة في دور النشر ولم يمنع أي كتاب لأنه من تأليف امرأة فقط، في حين أن وزارة الثقافة والإعلام بصفتها جهة منظمة لن تسمح بالاختلاط خلال عمليات توقيع الكتب بتاتا عبر توفير أكثر من منصتين للنساء ومثل ذلك للرجال حتى تتم عملية التوقيع بيسر دون تزاحم أو فرض لآراء أفراد معينين.. وهذه لوائح تنظيمية أقرها الوزير وستطبق بحذافيرها. وكان عدد كبير من الناشرين قد أبدوا تذمرهم من ضيق المساحات المخصصة لكل جناح وتقليصها من 18 مترا إلى 12 مترا بحجة فتح المجال لأكبر قدر من دور النشر. ووصف الجاسر هذه الشكاوى بأنها تتكرر في كل الدورات. ونفى الجاسر منع أي دار نشر من المشاركة قائلا: من لم يشارك فذلك يرجع لسببين لا ثالث لهما، إما التأخر في تعبئة نموذج طلب المشاركة الموجود على الموقع الإلكتروني للوزارة منذ أربعة أشهر أو التأخر في الطلب، وما أثر على مسألة حجز المساحات يكمن في أن الأولوية لمن يبادر أولا بالتسجيل. وأرجع عدم مشاركة سورية في معرض هذا العام إلى التزام المملكة بقرارات مقاطعة سورية التي قررتها جامعة الدول العربية، حسب قوله، معلنا أن دور نشر سورية ستشارك بإصداراتها عبر دور نشر مصرية وأردنية ولبنانية. كما نفى الجاسر وجود استثناءات لأي دار لم تنفذ الضوابط والشروط، ومنها أن تمتلك ثلاثين إصدارا على الأقل، لذلك من الصعب إعطاء مكتبات تبيع القرطاسية مثلا المجال للمشاركة على حساب دور نشر عريقة، لأن هذا مكلف فكريا وليس ماديا فحسب. وحول الجديد الذي سيحمله معرض هذا العام، أعلن الجاسر أن زائر هذا العام سيلحظ وجود عناوين ومشاركات جديدة من دور نشر أعطيت الفرصة للمشاركة لأول مرة، كما تم التركيز على مشاركة الدور الأجنبية ذات الإصدارات العربية القادمة من أوروبا وسواها، لأن الهدف أن يطلع المواطن والمقيم على آخر الإصدارات.