سيكون المنتخب الكوري الجنوبي العقبة الأولى في وجه نظيره الأوروجوياني لاستعادة أمجاد الأيام الغابرة وذلك عندما يلاقيه اليوم على ملعب "نيلسون مانديلا باي" في بورت إليزابيث في الدور الثاني من مونديال جنوب أفريقيا 2010. ومن المؤكد أن الحظ لعب دوره في وضع المنتخب الأوروجوياني على مسار "مفتوح" لبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1970، إلا أن "لا سيليستي" الأوروجوياني قرر مصيره بيده ومهد الطريق أمامه ليتمكن من العودة بالزمن إلى أيام المجد بعد أن نجح في حسم المجموعة الأولى لمصلحته، مقدماً أداء مميزاً في الناحيتين الهجومية والدفاعية إذ لم تتلق شباكه أي هدف. وفي حال نجح الأوروجواي بطل 1930 و1950 في تخطي عقبة "محاربي التايجوك" سيكون بانتظاره مواجهة في متناوله أيضاً لأنه سيلتقي الفائز من مباراة غانا والولايات المتحدة في الدور ربع النهائي. "نحن نملك المطلوب للذهاب بعيداً"، هذا ما قاله مهاجم "لا سيليستي" لويس سواريز الذي سجل الثلاثاء هدف الفوز على المكسيك ليضيفه إلى الأهداف ال49 التي سجلها مع فريقه إياكس إمستردام الهولندي في جميع المسابقات التي خاضها خلال الموسم المنصرم، مضيفاً "لكي تكون الأفضل عليك أن تتغلب على الأفضل". ومن المؤكد أن المنتخب الكوري الجنوبي ليس الأفضل في النسخة ال19 من العرس الكروي العالمي لكنه ليس بالخصم الذي يستهان به على الإطلاق لأنه يملك العناصر المميزة مثل لاعب مانشستر يونايتد بارك جي سونج ومهاجم موناكو الفرنسي بارك شو يونج، والسرعة التي بإمكانها أن تباغت أي دفاع خصوصاً في الهجمات المرتدة، وهو الأمر الذي يعول عليه المنتخب الآسيوي في مواجهته مع نظيره الأمريكي الجنوبي المرشح لأن يضغط على منافسه منذ البداية بأسلوبه الهجومي المميز. ويخوض "محاربو التايجوك" الدور الثاني للمرة الأولى خارج أراضيهم بعد أن سجلوا مفاجأة مدوية عام 2002 عندما استضافوا النهائيات مشاركة مع اليابان وذلك بوصولهم إلى الدور نصف النهائي على حساب إيطاليا وإسبانيا قبل أن يسقطوا أمام الحاجز الألماني في دور الأربعة. وقد وضع مدربهم هاه جونج-مو, نصب عينيه تكرار سيناريو 2002 وهو أكد هذا الأمر, قائلاً "أعتقد أن لاعبي فريقي لن يكتفوا بإنجاز الوصول إلى دور ال16، يريدون الوصول إلى الدور نصف النهائي, أعتقد أن دور المجموعات كان الأصعب، ومن الآن وصاعداً فالحظوظ ستكون مناصفة للتأهل إلى الدور التالي, يجب أن نتعامل مع كل مباراة على حدة, لا يمكننا أن نتوقع ماذا سيحصل لكني أعلم تماماً أن لاعبي فريقي يريدون أهدافا أعلى". وتابع "الأوروجواي فريق قوي جداً ويملك لاعبين مميزين جداً, شاهدت المباراة بين المكسيك والأوروجواي ويملكون مهاجمين أقوياء بإمكانهم تحديد مصير أي مباراة, لكني أعتقد أننا جاهزون, أعتقد أن بإمكان لاعبي فريقي أن يلعبوا مباراة جيدة". ويأمل المنتخب الأمريكي الجنوبي أن يجدد الفوز على منافسه ويؤكد تفوقه التام عليه لأنه خرج فائزاً في ثلاث من المباريات الأربع الودية التي جمعته بنظيره الآسيوي، فيما انتهت المباراة الآخرى بالتعادل. ويعول تاباريز على ترسانته الهجومية المكونة من الثلاثي دييجو فورلان وسواريز وإيدينسون كافاني الذي ارتقى الى مستوى التوقعات، خصوصاً الأولين. أما قائد كتيبة تاباريز، دييجو لوجانو فأشاد ب"قوة الفريق الدفاعية"، متمنياً في الوقت ذاته "أن تستمر الأمور على هذا الشكل". من المؤكد أن المنتخب الأوروجوياني نجح حتى الآن في وضع حد لمرحلة الفراغ التي اختبرها منذ أن سقط في نصف نهائي 1970 أمام البرازيل 1-3، وربما حان الوقت ل"لا سيليستي" للحلم بالعودة إلى ساحة الكبار.