أكد رئيس مركز التنمية الأسرية بالأحساء المشرف العام على موقع المستشار بالدمام الدكتور خالد بن سعود الحليبي، أن الدراسات التي تتناول قضية التفكك الأسري أظهرت أرقاماً مخيفة، ونسبا عالية جدا فيما يتعلق بالجانب العاطفي بالإضافة إلى التعلق الجنسي، وأن حالة طلاق تقع في المملكة كل 20 دقيقة. وقال كشفت دراسة بعنوان العنف الأسري أعدتها مجموعة من الباحثين تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية أن 40% من الآباء يقصدون تربية أبنائهم بينما 60% يعيشون مع أبنائهم فقط وهذا مؤشر خطير. كما أن الطلاق في المملكة أصبح يمثل رقما كبيرا ومخيفا، حيث تقع حالة طلاق كل عشرين دقيقة، التي تكلف الدولة سنويا مليارات الريالات، وقد أثبتت الدراسات أن الخسائر المادية من طلاق رجل لامرأته تصل إلى 200 ألف ريال والأبناء الذين بينهم يضيعون ويصيرون عبئا على الدولة، لأن الطلاق غالبا ما يؤثر سلباً على الأولاد الذين يكونوا بين مطلقين بالإضافة إلى انتشار الجريمة. وأوضح أن 80% ممن يدخلون دور الأحداث في المملكة هم من أسر مفككة كما ورد في دراسة لوزارة الشؤون الاجتماعية. وأثبتت دراسة أخرى للدكتور عبدالمجيد الدهيش أن 90% ممن استشاروا قبل الطلاق لم يطلقوا وأن 90% ممن طلقوا لم يستشيروا. وأشار الحليبي إلى أن قضية التعبير عن الحب مفقودة في كثير من البيوت، خاصة بين الزوج والزوجة والأب وابنه، وإن كانت مشاعر الحب موجودة ولكنها غير معلنة، وهذا الذي أوجد الثغرات داخل البيوت وهو ما يدفع هؤلاء للبحث عن الحب عند آخرين، فلو أعيد مفهوم الحب وطرح الحب الأسري بوسائل متعددة كالدراما أو مجموعة من الفيديوهات في الإعلام الجديد وغيرها من الوسائل التي يتفاعل معها المجتمع، لاستطعنا أن نعيد التماسك والانسجام للأسرة. وقال أجزم بأن عددا من المشكلات الكبرى التي نعاني منها الآن ستتقلص، كالجريمة والبطالة والخلل في الدراسة والقضايا الأخلاقية، حتى الوطنية فلو أعدنا الانسجام الأسري داخل الأسرة وأصبح الأولاد فكرهم وعقيدتهم وأخلاقياتهم ووطنياتهم من أسرهم لوصلنا إلى حلول لمشكلات أمنية حيث إن افتقار الإرشاد لدى الأبناء هو الدافع لظهور الظواهر السلبية خاصة أن المجتمع السعودي يعيش كثيرا من التغيرات المتسارعة. وأشار الحليبي إلى أن هروب الفتيات ومحاولات الانتحار في المملكة مازالا يمثلان حالات قليلة، لكن المعاكسات والابتزاز والخيانة الزوجية بلغت حد الظواهر في المجتمع السعودي، والخيانة الزوجية في السعودية ليست خيانات فعلية ولكنها تتمثل في الحرمان العاطفي داخل الأسرة وهذا الحرمان العاطفي بين الزوجين يؤدي إلى البحث عن الآخر خارج البيت بالإضافة إلى الحرمان بين الأب والأم والأولاد يؤدي إلى بحث الأبناء عن صديق خارج الإطار سواء من نفس الجنس أو من جنس مخالف، وذلك نتيجة الحرمان. وتابع: نحن بحاجة إلى أن ندرس التغيرات الاجتماعية التي حدثت في المجتمع من جراء الانفتاح العالمي التي تتطور بشكل سريع جدا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو عن طريق ما يعرض عبر الفضائيات أو من خلال التغيرات السياسية التي تحيط بنا في الدول العربية والعالمية وكل هذه الأحداث والتغيرات تحدث آثارا اجتماعية داخل الأسرة التي تمثل النواة الأولى للمجتمع، ومن هنا نرى أن هناك دورا على الجامعات أن تلعبه بزيادة اهتمامها بالدراسات العلمية وتفعيلها حيث نعاني من ظاهرة سيئة في هذا المجال، حيث ننفق أموالا طائلة على الدراسات وتنتهي ثم لا تفعل. وأشار إلى أن كشف الأرقام للمجتمع يتعلق بالقضية وهناك قضايا يصعب الإفصاح عن أرقامها، ومع ذلك نظل مجتمعا أفضل من المجتمعات الأخرى في كثير من القضايا الأخلاقية، لكن التعامل مع الرقم مهم ويجب أن نعرف الأسباب التي أوصلت إلى هذه الأرقام وهنالك أرقام وقضايا ظهرت ولم تجد لها التوعية الكاملة من الإعلام لدينا. ويجب أن يكون لدينا مركز للأسرة في كل حي إذا أردنا أن نحفظ بنية المجتمع ويكون مشروعا وطنيا وأن يكون لدينا ألف مركز أسري بالمملكة لندرب المجتمع على ما نريد كمفهوم الاستشارة وثقافة الاستشارة.