أكد تقرير ميداني للمشرفين التربويين نجاح تجربة دمج المعاقين حركياً في مدارس التعليم العام، والتي تم تطبيقها لأول مرة على مستوى المملكة هذا العام في منطقة الرياض، مشيرا إلى نتائج إيجابية كبيرة للتجربة من خلال دمج هذه الفئة، ومنها التحسن الواضح في المستوى الدراسي وبروز العلاقات الحميمة والتفاعل الإيجابي بين الطلاب العاديين والمعاقين. وأوصى التقرير، الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه، بالتوسع في هذه التجربة خلال الأعوام المقبلة، والعمل على زيادة التوعية الإرشادية لمدارس دمج الإعاقات الحركية، وزيادة تجهيز المدارس العادية من حيث تصميم وتخطيط المدرسة والأدوات والوسائل الضرورية للمعاقين، ومنها تجهيز عدد أكبر من الممرات "المنزلقة" للكراسي المتحركة والممرات داخل المدارس للاستفادة من جميع الخدمات المساندة مع زملائهم العاديين. كما طالب التقرير بتجهيز دورات المياه بشكل جيد، وتوفير قضبان داخل دورات المياه لكي يستعين بها الطالب، وتزويد المدرسة بعمال لمساعدة الطلاب أثناء قضاء حاجاتهم داخل المدرسة، تناسقاً مع قرار الوزارة الذي يختص بهذا النوع من الإعاقة الحركية، والذي نص على تزويد عدد من مدارس الإعاقة الحركية التي تحتاج إلى خدمات أكثر من العناية الذاتية من ذوي الإعاقة الحركية بالحافلات والعمال. ودعا المتخصصون المشاركون فى إعداد التقرير، إلى إيجاد نظام حوافز للمعلمين الذين يقومون بتدريس هذه الفئات من الإعاقة الحركية نظراً لما يقومون به من أعمال جليلة في مساعدتهم من خلال تخفيض نصابهم من الحصص الدراسية أو معاملتهم أسوة بمعلمي الصفوف الأولية. وبين المشرف التربوي بالتربية الخاصة الدكتور معيض الزهراني، أن هذه التجربة لاقت نجاحاً كبيراً، وأن الإشادة جاءت من أولياء أمور الطلاب أنفسهم الذين أثنوا كثيراً على إعطاء أبنائهم هذه الفرصة، وأنهم لمسوا تغيراً كبيراً في نفسياتهم وتعاملاتهم مع الآخرين عقب دمجهم مع زملائهم الأسوياء. ولفت الزهراني إلى أن تطبيق التجربة في هذه المدارس لم يكن من السهل غير أن الكثير من العقبات التي ذللتها إدارة التربية والتعليم للتجربة ساهمت في إنجاحها، موضحا أن مدير التربية والتعليم الدكتور عبدالعزيز الدبيان أكد على ضرورة المتابعة والزيارات للمدارس، ورفع تقرير مفصل نهاية العام عن هذه التجربة. وقال إن من عوامل نجاح هذه التجربة، وجود بعض المتطلبات التي تم تأمينها من سيارات خاصة مهيأة للمعاقين حركياً حيث إن الطالب يستطيع الصعود والنزول من الحافلة التي تقله وهو على كرسيه المتحرك دون عناء، إضافة إلى وجود معلمين يتمتعون بقدر كبير من الإنسانية والتعاون والإخلاص في العمل وحب هذه الفئة من الإعاقة ، على الرغم من عدم وجود بعض الحوافز الخاصة كالحافز المادي أو تخفيض نصاب الحصص أسوة بزملائهم المعلمين في التربية الخاصة، وهو الأمر الذي دعا إليه المختصون في هذا التقرير. ونوه الزهراني بضرورة الاهتمام بمعلمي هذه الفئة من الإعاقة خاصة أنهم يقومون بالتدريس لهم، إضافة إلى قيامهم بجانب من العناية الذاتية التي تحتاجها هذه الفئة. كما أن لديهم الرغبة الجادة في الحصول على دورات متخصصة في التعامل مع هذه الفئة.