حسمت وزارة التربية والتعليم أمس انتظارا طال خمسة أشهر لنحو 58 ألف معلم بإعلان نتيجة حركة النقل الخارجي هذا العام. وخيبت النتيجة آمال 31 ألفا و828 معلما في الحصول على نقل على واحدة من عشر رغبات دونوها أثناء تقديمهم في حركة النقل شوال الماضي، بعد أن تفاءل الجميع بالحصول على فرصتهم في النقل بنسبة 100%. وشكلت النتيجة صدمة لهم حيث لم تحقق نصف نسبة نقل زميلاتهم المعلمات، حيث حظي 26 ألفا و507 معلمين بالنقل الخارجي من مجموع عدد المتقدمين البالغ 58 ألفا و335 معلماً بنسبة 45%، بحسب البيان الصحفي للوزارة أمس. وكشفت الحركة تصدر تخصص اللغة العربية قائمة المحظوظين في النقل الخارجي، بينما كانت الفرصة الأقل لمعلمي التربية الخاصة، في حين أكدت "التربية" ضمن نتائج حركة نقل المعلمين أمس، أنه سيتم إلغاء نقل المعلم في حالة تجاوز غيابه 15 يوما بغير عذر، وبحسب الغياب حتى نهاية العام الدراسي، وفي حالة تدني الأداء الوظيفي السابق بأقل من 60 درجة، وإذا تبين أن المعلم نقل وفق بيانات خاطئة. وكان نائب وزير التربية والتعليم للبنين الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ اعتمد حركة نقل المعلمين للعام الدراسي 1432/ 1433. وأشار إلى أن تنفيذ الحركة سيكون مع نهاية العام الدراسي الجاري، ويباشر المعلمون المنقولون أعمالهم في مدارسهم الجديدة مع مستهل العام الدراسي المقبل 1433/ 1434. وشدد آل الشيخ على أهمية إنجاز كافة المهام الموكلة للمعلمين المشمولين بحركة النقل في مدارسهم الحالية على أكمل وجه، وعدم التراخي في تنفيذ الأدوار المناطة بهم في ظل تحقق رغبتهم في النقل، مشيرا إلى أن كافة الإجراءات المتبعة في الحفاظ على مستوى الأداء العام معتبرة، وسيتم تطبيقها بما فيها إعادة النظر في النقل. وبين آل الشيخ أن الحركة تعد الأكثر عددا للذين يتم نقلهم في حركة واحدة، وكذلك الأكثر عددا للذين يتم نقلهم حسب الرغبة الأولى، وأن مؤشرات الحركة أكدت نقل 12 ألفا و122 معلما على الرغبة الأولى. ودعا آل الشيخ كافة المعلمين المتقدمين لحركة النقل إلى زيارة موقع وزارة التربية والتعليم – الخدمات الإلكترونية – وكالة الشؤون المدرسية - بوابة التكامل الإلكتروني - http://tkml.moe.gov.sa/portal للاستعلام عن نتائج الحركة. إلى ذلك، تناقل المعلمون خبر النقل بالكثير من الاهتمام عبر المكالمات الهاتفية والرسائل النصية بعد أن تم إعلانها قبل موعدها المقرر الذي حددته الوزارة اليوم، وجاء متقدما ب24 ساعة ومفاجئا للمعلمين الذين كانوا حينها يتمتعون بالراحة و"القيلولة" بعد عودتهم من عناء اليوم الدراسي، فيما اختلطت مشاعر الفرح بالإحباط بين معلمين شملهم النقل وآخرين "سنة أخرى انتظار". وحضرت لغة النكات والدعابة بين بعضهم حين تناقلوا رسائل مصورة، تتضمن صورا رمزية لطائرات سفر وتلويح بالأيدي بإشارة الوداع أرسلوها لمن نقلوا من زملائهم، في حين تعمد آخرون إرسال صور رمزية لوجوه كرتونية ينهمر منها الدمع ولطرق وعرة في إشارة لاستمرار المعاناة مع عدم نقلهم. ولم تخرج كل تلك الرسائل عن إطار الدعابة بين بعض الزملاء. أما تعليقات بعض المعلمين على خبر الحركة الذي تصدر واجهات المواقع الإخبارية والمنتديات التعليمية فحملت مشاعر فرح على تحقيق الرغبات لمن نقلوا، وعبارات حزن لمن لم تشملهم الحركة. وأبدى المعلم سعد آل زيان فرحته الكبيرة بالنقل، مشيرا إلى أنه منذ سنوات وهو بعيد عن عائلته في جنوب المملكة وأخيرا تحققت رغبته في طلب النقل الخارجي لينهي سنوات عاناها في الغربة والبعد عن أسرته، فيما أبدى المعلم تركي العتيبي إحباطه من حركة النقل التي لم تلب رغبته وظهر رقم انتظاره على رغبته التي يريدها 304، وهو رقم كبير سيضطر معه للانتظار لسنوات مقبلة حتى يشمله النقل، مبديا تفهمه لصعوبة نقل جميع المعلمين من قبل الوزارة. وحملت بعض التعليقات على مواقع "الإنترنت" عبارات إحباط من الحركة التي قالوا إنهم انتظروها كثيرا وفي النهاية لم تلب سوى 45% وهي نسبة قليلة مقارنة بما تردد من إشاعات سابقة من أن الحركة ستكون مقاربة لحركة نقل المعلمات، وستلبي رغبات 80% منهم، وهي نسبة ثبت أمس أنها مبالغ فيها كثيرا، ولم تكن سوى إشاعات صدقها الكثير من المعلمين. أما تعليقات أخرى فحملت الحزن من بعض المعلمين وأسرهم لاستمرار ما وصفوه ب"الشتات" أعواما مقبلة، مؤكدين أن عدم النقل أحبطهم، وسيؤثر على نفسياتهم خلال ما تبقى من العام الدراسي الجاري وخلال السنة المقبلة.