قال أمير منطقة عسير، نائب رئيس مجلس أمناء "مؤسسة الملك خالد الخيرية" الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز إن الملك خالد بن عبد العزيز "رحمه الله" تأثر كثيراً عندما علم باعتداء الفئة الباغية على الحرم عام 1400. وأوضح أمير عسير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مكتبة بالإمارة وسلط خلاله الضوء على معرض وندوة الملك خالد والتي تنطلق الأحد المقبل برعاية أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز" أن الملك خالد عندما علم باقتحام الحرم أقسم في حينها أنه كان يتمنى أن يقتحم المعتدون منزله ولا يقتحمون بيت الله الحرام" , مشيراً إلى أن المولى عز وجل وفق الملك خالد في التصدي لتلك الفتنة والقضاء عليها وعلى كل من قام بها. وأشاد الأمير فيصل بن عبدالعزيز خلال كلمته في بداية المؤتمر بحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على توثيق فترات حكم من سبقوه من الملوك وتعريف المواطنين بما بذلوه من جهود لوضع أسس بناء الدولة ودورهم المشهود في تمهيد الطريق للانطلاق نحو تدعيم أركانها ورسم مستقبل أفضل يتناسب مع طموحات القيادة وأبناء الوطن جميعهم. وأكد أمير عسير أن معرض "خالد" الذي تطلقه مؤسسة الملك خالد الخيرية من الرياض سيكون شاهداً على منجزات الملك خالد بن عبدالعزيز، والتي ساهمت في بناء نهضة تنموية شاملة للمملكة، وكانت امتدادا لأعمال جليلة وضع لبنتها الأولى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود وأكملها من بعده ابناه الباران الملك سعود والملك فيصل، رحمهما الله. وأوضح الأمير فيصل بن خالد، أن المعرض سيوثق فترة حكم الملك خالد والتي استمرت سبع سنوات، كما سيوضح كيف قاد خلالها بلاده بحنكة واقتدار وسط بحر من الأمواج العالمية والإقليمية المتلاطمة، واستطاع - رحمه الله - أن يبحر بالبلاد عبر عاصفة الفتنة إلى مزيد من التلاحم والترابط بين الشعب وقيادته. وأشار الأمير فيصل إلى أن المعرض سينتقل إلى مدينة أبها بعد العاصمة الرياض ثم بقية مناطق المملكة على مدى عامين لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المواطنين لزيارته والاطلاع على ما يضمه في أقسامه المختلفة من مآثر للملك خالد تصاحبها ندوات علمية عن الملك خالد. وقال أمير عسير إن المعرض يحكي للجيل الحالي مواقف من العمل البطولي للملك خالد، وكيف كانت سنوات حكمه حلقة وصل جوهرية في تاريخ المملكة بين من سبقوه من ملوك المملكة وبين المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي أكمل بناء أركان الدولة الحديثة ليأتي بعده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك الإنسانية وقائد مسيرة البناء والتطور وحامل لواء النهضة العلمية الحديثة ليحول المملكة إلى مجتمع معرفي قادر على مواجهة تحديات العصر. وبين الأمير فيصل بن خالد أن المعرض سيلقي الضوء على المنجزات التي تحققت في عهد الملك خالد، وسيضم عدداً من المطبوعات والصور والكتب والأفلام التي ترصد تاريخ سيرة الملك خالد وإنجازاته، إضافة إلى عرض بعض المقتنيات الخاصة به، إلى جانب إلقاء الضوء على قربه من مواطنيه، وصفاته الكريمة وعلاقته بأهله وأبنائه وأحفاده. وأشار أمير عسير إلى أن الهدف من إقامة المعرض تعريف الشباب والفتيات في المجتمع السعودي والذين يمثلون نسبة 70% من المواطنين، بقائد من قادة البلاد الذين استطاعوا أن يرسموا سياسة واضحة المعالم ويكملوا مسيرة بناء هذا الوطن الشامخ وتعريف الجيل الشاب بإنجازات الملك خالد الذي ترك بصمة مميزة في تاريخ المملكة، وإطلاعهم على مناقب ومآثر الملك الراحل ودوره في خدمة وطنه وعروبته والإسلام والمسلمين، مبيناً أن المعرض سيكون متاحاً للجميع لزيارته. وأكد الأمير فيصل بن خالد أن المعرض سيقام في سبع قاعات تلقي الضوء على جوانب من سيرة الملك الراحل وشخصيته وإنجازاته الكبرى، لتحيي ذكراه في عقول وقلوب شعبه الوفي، وتعرف الأجيال الجديدة التي لم تعاصره بملك كريم غادر بعد وضع بصمة تنموية عميقة في وجدان شعبه ما زال يجني ثمارها حتى هذا اليوم، حيث جرى تخصيص القاعة الأولى للتعريف بالملك خالد بصفته رجل دولة قاد بلاده في بحر من الأمواج العالمية والإقليمية المتلاطمة، وتمكن من التوفيق بين البناء والحزم مع الطغاة في نفس الوقت وكيف استطاع أن يقود البلاد من خلال عاصفة الفتنة إلى مزيد من التلاحم والترابط بين القيادة والشعب، والقاعة الثانية تلقي الضوء على أهم المواقف التي اتخذها الملك خالد تجاه الأحداث الإقليمية والعالمية ودوافعه لاتخاذ تلك المواقف وأهم الدول التي زارها. وتم تخصيص القاعة الثالثة لإلقاء الضوء على قربه من مواطنيه، وكيف كان الملك الصالح يتعامل بكرم وسخاء مع مواطني المملكة خاصة منهم الكبير والعاجز ومن تجاوزه الحظ، وكيف كان يغلب الرحمة على النظام حتى أصبح القدوة والمثل الأعلى للمسؤولين في عهده. ولفت أمير عسير إلى أن معروضات القاعة الرابعة ترتكز على عمق إيمان الملك خالد بربه والتزامه بتعاليم الإسلام الحنيف حتى في هواياته التي لم تتجاوز الموروثات التاريخية التقليدية التي أقرها الإسلام واعتادها العرب وتعارفوا عبر تاريخهم الطويل على توريثها لأبنائهم وتشجيعهم على ممارستها وفي مقدمة هذه الهوايات الفروسية والرحلات البريّة والقنص بالصقور التي يعود الفضل في تعويده عليها إلى والدته الأميرة الفاضلة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي التي كانت مولعة بالفروسية وتربية الفرسان. كما توضح معروضات القاعة الخامسة علاقة الملك خالد بأهله وأبنائه وأحفاده الصغار وكيف كانت علاقته بإخوانه وأصدقائه والعاملين معه. وعلاقته بجيرانه قبل وبعد توليه الحكم. وتوضح معروضات القاعة السادسة الجوانب الإيمانية ومدى تعلق الملك خالد بربه وببيوت الله وتعامله مع الناس بصرف النظر عن مدى قربهم وبعدهم عنه. أما معروضات القاعة السابعة، فتوضح كيف تمكن الملك خالد من اختيار المشروعات الاقتصادية الكبرى التي تخطت فوائدها على المدى القصير وتتخطى في مردودها الزمان والمكان لتشكل قاعدة صلبة لتنمية مستدامة مستمرة ما زال الاقتصاد السعودي يجني ثمارها وسيستمر في جني ثمارها لعقود طويلة قادمة.