يحتفل معهد العالم العربي في باريس هذه الأيام بمرور خمسة وعشرين عاما على إنشائه وذلك بافتتاح متحف ضخم مخصص لعرض تطور الفن العربي الإسلامي. وبحسب القائمين عليه: فهناك تعطش حقيقي لدى الكثيرين في الغرب لاكتشاف ثقافة العالم العربي وجذورها، ومن ثم يعد هذا المتحف مكانا فريدا حيث سيتمكن من تغطية تراث الفن الإسلامي والعربي منذ القدم وحتى يومنا هذا لما يقرب من 22 بلدا عربيا هم المؤسسون للمعهد إلى جانب فرنسا. وتؤكد مديرة المعهد السيدة منى خزندار، على أن خطة المعهد تقوم على التعريف بالحضارة والثقافة العربية في المقام الأول وهي حضارة ثرية ولها طابع فريد وتأتي أهمية هذا المتحف من تقديمه معرفة شاملة لهذه الحضارة. وأضافت خزندار أن التنوع العرقي واللغوي لبلداننا "أمازيغ، كرد، أرمن، الديانات السماوية الثلاث... وغير ذلك" لا بد وأن يعطي الشعور للمتابع بقيمة هذا التنوع وثرائه مع التأكيد على وجود التراث الثقافي المشترك واللغة العربية المشتركة. وقالت "إن تنوع الحضارات على أراضينا الشاسعة هو ما أرسى أسس تطور الثقافة العربية"، مشيرة إلى أن الهدف لا يقتصر على عرض التراث القديم فقط، بل سيحرص المتحف دائما على تتبع التسلسل الزمني والربط بين الماضي والحاضر بكل ما تتمتع به هذه المساحات الزمنية من أبعاد ثقافية ودينية واجتماعية وانثروبولوجية. وبشكل عام يؤكد القائمون على المتحف أن تنفيذ مثل هذا المشروع يعتمد على ثراء ونظرة العلماء في مختلف التخصصات سواء الآثار أو المؤرخين التاريخيين أو الدينيين إلى جانب اللغويين ومؤرخي الفن والفلسفة، جميعهم قد ساعدوا على تقديم التوليفة المطلوبة من أجل أسلوب عرض جيد للفن العربي، كما ساهمت العديد من المتاحف في البلدان العربية مثل متاحف دمشق وحلب واللاذقية وعمان وتونس والمنامة إلى جانب بعض المؤسسات الفرنسية المعنية في إثراء هذا المتحف مثل متحف اللوفر ومتحف الكيه برانلي وغيرهما. إلى جانب هذه المجموعات المقدمة من العديد من الجهات قام الكثير من هواة جمع التحف في العالم العربي بتقديم بعض مقتنياتهم إلى المتحف.