بعد مرور يومين على قرار وزارة التجارة والصناعة وقف تصدير الأسمنت والكلنكر إلى الخارج، لا يزال الأسمنت على حاله من حيث اختفائه من سوق جدة وارتفاع سعره في السوق السوداء. ورصدت جولة "الوطن" على مواقع الشاحنات التي تتخذ من الأماكن التي يكثر فيها البناء مراكز لتجمعها، تواجد العمالة بكثرة في إدارة عمليات البيع والشراء، إضافة إلى تواجد كميات بسيطة من الأسمنت وارتفاع السعر من 13 ريالا قيمة شراء الكيس من المصانع إلى 26 ريالا. وفي الوقت الذي تذمر فيه المواطن محمد الخطابي -الذي يسعى لإكمال منزله- من الوزارة متحدثا عن الحل الجزئي للمشكلة، أكد رئيس لجنة المقاولين بجدة عبد الله رضوان ل"الوطن" أن حل أزمة الأسمنت بات قريبا، متوقعا انتهاءها قبل مارس المقبل. وأوضح رضوان أن الإنتاج في المملكة كبير بحيث إن العرض يفوق الطلب، مرجعا المشكلة إلى التوزيع الجغرافي للمصانع حول المملكة، مبينا أنه في حال تم إعطاء أسمنت ينبع الوقود من أرامكو فإن ذلك سيحل المشكلة مباشرة بإنتاج 22 ألف طن بدلا من إنتاجه الحالي الذي يصل إلى النصف، فيما لو بقي الحال على ما هو عليه فإن قرار إلغاء التصدير سيحل المشكلة بنهاية الشهر الحالي. وبين رضوان أن سعر الطن من المصنع ب240 ريالا يقسم على 20 كيسا سعر الواحد 12 ريالا فيما وصل حاليا الكيس الواحد إلى 26 ريالا، منوها إلى مشكلة أخرى سببها المستهلك نفسه حيث يشتري أكثر من حاجته عند ارتفاع الأسعار خوفا من ارتفاعها أكثر مما يتسبب في زيادة الأسعار. من جهته يشير الخطابي الذي يعمل بالقطاع الخاص، إلى أن الوصول للأسمنت "بات صعبا جدا" ويتطلب تزكيات حتى تصل بالنهاية إلى مقيم يبيع الأسمنت بأسعار تتسم بالمزاجية تتراوح بين 21 و26 ريالا للكيس الواحد. وقدم الخطابي ما قال إنها حلول جذرية للأزمة بإنشاء المصانع نقاطا للتوزيع والبيع في أنحاء المملكة، بحيث يصبح الشراء من المصنع نفسه أو من خلال شركات توزيع معتمدة تحمي المستهلك. ويتفق عبد المنعم الحربي مع الخطابي بصعوبة الوصول للأسمنت، وقال: انتهيت من تلييس فلتي قبل شهر ونصف بداية من سعر 14 ريالا للكيس وحتى وصوله إلى 22 ريالا، غير أنني أبحث حاليا عن الأسمنت عن طريق المقاول وأصدقائي من غير جدوى، مشيرا إلى أن السعر الذي وصل إليه قبل نفاده بحسب المقاولين 25 ريالا للكيس الواحد. لا تغيير في الأسعار بالجبيل رغم ارتفاع الطلب الجبيل: سعيد الشهراني لم تسجل أسواق الأسمنت في الجبيل أي تغيير في أسعارها في اليومين الماضيين، لا انخفاضا ولا زيادة، حيث تتراوح الأسعار ما بين 15 – 16 ريالا، وفق جولة ل"الوطن" لرصد مدى تأثير قرار وزارة التجارة منع تصدير الأسمنت على الأسواق. في حين ذكر مصدر مسؤول في شركة علمدار لصناعة الخرسانة الجاهزة أن هناك زيادة في الطلب على الخرسانة الجاهزة نتيجة ما تشهده الجبيل الصناعية من إنشاءات للمشاريع الصناعية والإسكان، الأمر الذي قفز بعدد شركات صناعة وبيع الخرسانة الجاهزة من 5 شركات إلى 11 شركة خلال 3 أعوام فقط، تنتج ما يصل ل110 آلاف متر شهريا من الخرسانة الجاهزة. وأوضح المصدر أن سعر الطن للأسمنت يتراوح ما بين 280 – 290 ريالا.