قدم عدد من أعضاء الكونجرس مشروع قرار يقضي بأن تقدم الولاياتالمتحدة دعما مباشرا للجيش السوري الحر، لإنهاء تردد البيت الأبيض في اتخاذ هذه الخطوة على نحو صريح. ويرعى المشروع السيناتور الديموقراطي بوب كيسي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وزميله الجمهوري مارك روبيو. ويدعو المشروع الرئيس السوري بشار الأسد إلى ترك منصبه، كما يدين الدول التي تقدم له أسلحة وفي مقدمتها روسيا وإيران، كما يعلن دعم جهود الجامعة العربية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة في سورية. وينص القرار أيضا على "حث الرئيس على دعم عملية انتقال فعال للديموقراطية عبر إمداد المنظمات المدنية بدعم مادي وتقني ملموس إذا ما طلبت ذلك". ودعا القرار الإدارة إلى تحديد مواقع تخزين الأسلحة السورية والحيلولة دون نقلها إلى آخرين، كما دعا وزارة الخارجية إلى المساهمة في تأسيس "مجموعة أصدقاء سورية"، وإلى توثيق الاتصال بالجامعة العربية وتركيا لمناقشة الخيارات المتاحة لحماية الشعب السوري. إلا أن تقارير متعددة في واشنطن أشارت إلى أن البيت الأبيض يبدي بعض التردد في اتخاذ مبادرة أكثر جرأة لدعم الثورة السورية، وأن السبب يعود إلى اعتبارات داخلية تتعلق بالانتخابات الرئاسية، حيث يبدي الرأي العام عزوفا عن المشاركة في أي عمليات كبيرة على صعيد السياسة الخارجية. غير أن الإدارة تسرب من جهتها تقارير متعددة تشير إلى أنها تقدم شكلا من أشكال الدعم غير المباشر لقوى الثورة في سورية، وأن الفارق بينها وبين منتقديها هو الرغبة في الإعلان عن ذلك عبر ثرثرات إعلامية. من جهة أخرى، أكد العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ قائد ما يعرف بالمجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سورية أن جهودا تجري حاليا لتوحيد جهود القيادات العسكرية المنشقة عن النظام، كاشفا أنه قد يتم خلال اليومين القادمين الإعلان عن ذلك. وشدد الشيخ في اتصال هاتفي من القاهرة أنه "لا توجد موانع لتوحيد القيادات العسكرية المعارضة بإذن الله، فنحن قوى عسكرية ولسنا قوى سياسية وبالتالي لا نتصارع على السلطة والحكم". وتابع "لا توجد مشكلة بيننا وبين الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد، الأمر فقط اختلاف في الرؤى والعمل التنظيمي. فنحن نرغب في إعادة هيكلة القوات والقيادات التي انشقت عن نظام بشار الأسد بما يرتبط ويتوافق مع المواثيق والأعراف الدولية وحقوق الإنسان حتى لا نتحول إلى مجرد جماعات وعصابات". وأردف "هدفنا هو التحول إلى جيش وطني نظامي قادر على حماية البلاد والشعب في حالة ما إذا سقط النظام". ورفض الشيخ تحديد عدد القوات المنضوية تحت قيادته، مكتفيا بالقول "نحن عسكر وموضوع الأعداد هذا خاص وسري. ولكني أؤكد أن قواتنا الآن تعمل على الأرض وتحديدا في حماية المتظاهرين والأهالي". ونفى الشيخ حصوله على أي مساعدات عسكرية من أي من الدول العربية التي أعلنت عزمها إمداد القيادات العسكرية المنشقة عن النظام بالسلاح، مؤكدا "حتى الآن لم يصلنا أي شيء". وأوضح "نقوم حاليا بحماية المتظاهرين في مظاهراتهم السلمية فقط، ولم نتبن أي عملية نوعية هجومية ضد النظام الذي يستعين بعناصر إيرانية خلال هجماته. لن نطور عملنا الدفاعي إلى الهجومي إلا إذا فقدنا الأمل في تدخل المجتمع الدولي إلى جانبنا". ميدانيا، قتل 4 مدنيين أمس بقصف مدينة حمص، حيث سقط مدني قرب باب هود وثلاثة بحي بابا عمرو، في الوقت الذي شوهدت فيه قافلة عسكرية تضم أكثر من 30 دبابة وناقلة جنود مدرعة قرب مدينة النبك بريف دمشق متجهة إلى حمص، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي السياق، أعلن مقيمون بحمص أن هدوء القصف سمح لعدد محدود من الأسر بمغادرة مناطق للمعارضة يقطن أغلبها سكان من السنة. من جهة أخرى أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل صوتي دعمه للانتفاضة السورية.