في خطوة تثبت قدرة الفتاة السعودية على العمل في العديد من المهن التي كانت إلى وقت قريب مقتصرة على فئة الرجال دون غيرهم، بدأت 10 فتيات سعوديات من بنات الأسر المنتجة المستفيدة من خدمات جمعية المنصورة الخيرية في الأحساء أول من أمس العمل داخل مغسلة لغسيل الملابس في بلدة المنصورة التابعة للأحساء. وأوضح مالك المغسلة محمد الوباري في حديثه أمس إلى "الوطن" أن مغسلته تعتبر الأولى في المحافظة التي تعمل بكوادر نسائية سعودية، مبيناً أنه منذ الخطوة الأولى لافتتاح المغسلة، وضع نصب عينيه تشغيل عناصر نسائية سعودية، وذلك إنفاذاً لتوجيه مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تشجيع المرأة السعودية على العمل، موضحا أنه أخذ بالتواصل فعلياً مع المسؤولين في الجمعية الخيرية بالمنصورة لتوفير العدد الكافي من الفتيات لتشغيل المغسلة. وأضاف أنه حرص على تهيئة موقع مناسب ومهيأ بجانب محل الاستقبال، يراعي فيه الخصوصية والاستقلالية التامة والبعد عن الأقسام الرجالية والاختلاط. وأوضح الوباري أن دوام العاملات محدد ب8 ساعات في اليوم، وذلك بواقع داوم مجموعتين في اليوم الواحد، مشيرا إلى أنه جرى تأهيل الفتيات وتدريبيهن بالتنسيق مع الشركة الموردة لتجهيزات المغسلة من أجهزة كي وغسيل متطورة، فيما استمر تدريبهن مدة 10 أيام متواصلة ومكثفة تبعاً لتخصص كل واحدة منهن، لافتاً إلى أن جودة عملهن مرتفعة، متوقعاً أن ترتفع الطاقة الإنتاجية لكل فتاة خلال الأيام المقبلة مع اكتساب الخبرات اليومية، مؤكداً أن جميعهن أبدين ارتياحاً شديداً في العمل داخل المغسلة بدليل حماسهن في العمل وجودة العمل وحرصهن على الحضور المبكر. ويبلغ راتب العاملة 4 ألاف ريال مع التمتع بإجازة يوم واحد أسبوعيا. وأكد الوباري أن أمين الأحساء رئيس المجلس البلدي في الأحساء المهندس فهد الجبير كان أول المؤيدين والمرحبين بتطبيق هذه الفكرة أثناء مراجعته للأمانة لإصدار ترخيص بمزاولة هذا النشاط، حيث وجه الجبير جهات الاختصاص في بلدية الجفر الفرعية بتذليل كل الصعاب، وسرعة إصدار الترخيص، كما ساهم مكتب العمل في الأحساء بقيادة مديره عبدالرحمن الصياح بتقديم كل التسهيلات لتشغيل المغسلة في أقرب وقت ممكن، وهو ما حصل بالفعل بعد تسجيل الفتيات في إدارة الموارد البشرية. وفي السياق ذاته، رحب مجموعة من الزبائن أمس بفكرة الكوادر النسائية العاملة في المغسلة، مؤكدين أنها سترفع الحرج عن الجميع أثناء تسليم الملابس النسائية لغسيلها بواسطة عناصر رجالية، وهو الأفضل –على حد تعبيرهم- وبالأخص بالنسبة للملابس الداخلية وملابس السهرات، إذ اعتبروا ذلك فرصة جيدة لإدخال الفتاة لسوق العمل، وبالأخص الفتيات المستفيدات من الجمعيات الخيرية. وأضافوا أن الكثير من الزبائن كانوا لا يحضرون الملابس النسائية بسبب ما يواجهونه من حرج شديد، ومع تشغيل الفتيات سيصبح الأمر أفضل حالا من السابق.