لا تمر زيارة مسؤول صيني رفيع المستوى إلى السعودية دون إثارة السؤال التقليدي في وسائل الإعلام الغربية عن خطوة الرياض التالية في تطوير منظومتها الصاروخية البالستية الإستراتيجية من نوع CSS-2 DF-3A والمسماة (رياح الشرق) والتي يتراوح عددها ما بين 60 و120 صاروخا. فبعد زيارة رئيس الوزراء الصيني إلى السعودية منتصف يناير الماضي، أكد السفير الصيني في الرياض لي تشينج وين، أن التعاون العسكري لم يكن من القضايا المتاحة بين الجانبين فهناك مواضيع أكثر إلحاحا أمام البلدين، وقال "ملف الصواريخ البالستية السعودي لم يبحث ضمن برنامج الحوار بين القيادتين". وحول توجه السعودية لرفع مستوى منظومتها الصاروخية قال "في الحقيقة ليس لدي معلومات حول هذا الموضوع ونحن على ثقة أن السعودية كدولة كبيرة ومهمة في المنطقة لديها قدرة كافية وإرادة للدفاع عن نفسها تجاه الأخطار الممكنة". وفي عام 1988 بدأ الحديث في الدوائر الأميركية عن إحدى القواعد التي خصصت لإطلاق هذه الصواريخ وهي قاعدة السليل السعودية العملاقة التي تقع على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبالرياض، والتي أنشئت بالتعاون مع مهندسين صينيين بعد أن رفضت الولاياتالمتحدة بيع المملكة صواريخ كروز من طراز "Lance" والتي يصل مداها إلى 150 كيلومترا تقريبا بحجة أنها تشكل تهديدا ل"أمن إسرائيل"، فيما يصل مدى CSS-2 DF-3A إلى 4 آلاف كيلومتر على ارتفاع 570 كيلومترا بحمولة اختيارية ما بين رأس نووي انشطاري واحد بقوة 700 إلى 3000 كيلو طن، أو 3 رؤوس نووية بقوة 50 إلى 300 كيلو طن أو 3 رؤوس نووية بقوة 10 إلى 20 كيلو طن، أو رأس تقليدي متفجر يصل وزنه إلى 2 طن وبنظام توجيه داخلي، مستخدما الوقود السائل في مرحلة انطلاق واحدة ونسبة خطأ بسيطة نسبيا، مع إمكانية استخدام الصاروخ خلال ساعتين فقط من تلقي الأوامر.