اكتظت القرية الشعبية بالجنادرية أمس بآلاف الزوار في أول أيام افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة "جنادرية 27" الذي خصص الأيام الأربعة الأولى منه للرجال فيما خصصت بقية الأيام للعوائل، وذلك اعتبارا من الاثنين المقبل. وفي الطريق إلى مقر مهرجان الجنادرية الواقع شمال شرق العاصمة رصدت "الوطن" وقبيل وقت قصير من الافتتاح أرتالا من السيارات المتجهة للمهرجان وسط تواجد أمني ومروري مكثف لتنظيم حركة السير، في حين انتعشت محطات الوقود والأسواق التجارية الواقعة على الطريق المؤدي إلى هناك وسط تواجد لافت لبائعي السيارات المتنقلة الذين تواجدوا على جانبي الطريق لعرض بضائع متنوّعة كالأطعمة الشعبيّة وألعاب الأطفال وأدوات "المكشات"، تزامنا مع افتتاح فعاليات الجنادرية، ساهم في ذلك انحسار موجة البرد على العاصمة هذه الأيام. وفور افتتاح القرية الشعبية في الرابعة عصرا بدأت الحياة تدب في أرجاء المهرجان على أنغام الأهازيج والرقصات الشعبية المميزة لكل منطقة، وعلى الجانب الآخر امتزج التراث السعودي بالتراث والتقنية الحديثة لكوريا الجنوبية، ضيف شرف المهرجان هذا العام، حيث اصطف الزوار في طوابير طويلة أمام الجناح الكوري للاطلاع على محتوياته، فيما توقف آخرون كثيرا أمام المسرح الخارجي للجناح لمشاهدة العروض التي يؤديها فريق استعراض الفنون الشعبية الكورية عبر فعاليات ثقافية على المسرح تنظّم في كل ليلة من ليالي المهرجان. وبدا واضحا خلال مهرجان هذا العام حرص الزوار على توثيق زيارتهم عبر تصوير المشاهد بكاميراتهم الخاصة وبأجهزة الجوال، إضافة إلى الإقبال الملحوظ على البرشورات والمطويات التوعوية والتثقيفية التي توزعها الأجنحة. وعلى الصعيد الأمني والوقائي وُجد عدد من سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة التي تجوب ساحات المهرجان لمتابعة الحالات الصحية الطارئة التي قد يتعرض لها بعض الزوار، فيما كان للمجال الجوي نصيبه من الاطمئنان الأمني عبر طائرات مروحيّة تجوب سماء المهرجان للوقوف على الخدمات المقدمة للزوار وتصوير بعض المشاهد التلفزيونية والإعلامية للقرية التراثية التي تبدو من الجو "وطنا مصغّرا" عبر الأجنحة المختلفة التي توثّق التراث السعودي لكافة مناطق ومحافظات المملكة.