استفاق سكان مدينة حمص أمس على هول المجزرة التي لحقت بمدينتهم ليل أول من أمس وانتهت بمقتل أكثر من 260 شخصا وإصابة أكثر من 1050 آخرين بينهم عشرات من الأطفال والنساء. ويستعد أهالي حي الخالدية في حمص لتشييع قتلى القصف المدفعي الذي نفذته القوات النظامية ليلا. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال من حي الخالدية "توقف القصف منذ الصباح الباكر، وخرج الناس لرفع الأنقاض والبحث عن القتلى والجرحى والمفقودين، وهناك حوالي 200 شهيد سيجري تشييعهم إلى حديقة الحرية في حمص". واوضح العبدالله أن "القصف كان عنيفا جدا وأدى إلى تسوية عدد من المباني بالأرض فيما دمر عدد من المباني تدميرا جزئيا، لكن القوات النظامية لم تتمكن من الدخول إلى أي منطقة من المناطق الخارجة عن سيطرتها، إلا أنها تحاصرها بأعداد كبيرة من الدبابات". واعتبر أن ما جرى ليلا هو محاولة من السلطات "لكسب المزيد من الوقت وبث حالة من الرعب في قلوب السوريين عامة لعلهم يتراجعون عن مظاهراتهم السلمية". وأكد العبدالله أن المشافي الميدانية تعاني من نقص كبير في المواد الطبية جراء ارتفاع عدد الجرحى. وطالبت جماعة الإخوان المسلمين السورية السبت بإحالة المسؤولين عن "المجزرة المروعة " إلى القضاء الدولي داعية مؤسسات الإغاثة الدولية إلى التحرك فورا لإنقاذ الجرحى وبينهم العديد من النساء والأطفال. ومن جهته أفاد المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي أن قصف الجيش السوري لمناطق سكنية في حمص توقف رغم استمرار القناصة في إطلاق النار. وأضاف أن أكثر من 350 قذيفة هاون سقطت على حي الخالدية، مشيرا إلى أن مبنى يضم 18 شقة دمر تماما ولحقت أضرار جسيمة باثنين آخرين. وقال المجلس الوطني السوري في بيان إن "النظام السوري ارتكب واحدة من أبشع جرائمه منذ بداية ثورة الكرامة وقام بقصف عشوائي على الأحياء المدنية، في حمص مئات القتلى والجرحى". ودعا المجلس الذي يضم الجزء الأكبر من المعارضة السورية "العالم إلى الخروج عن صمته المخجل والتحرك من أجل ايقاف نزيف الدم السوري الذي بات من المستحيل تحمله أكثر من ذلك". وطالب روسيا خصوصا التي تمنع تبني قرار ضد سورية في مجلس الأمن إلى "الابتعاد عن موقفها المتعنت والمخزي أمام مجازر النظام وإدانته بشكل واضح وتحمل مسؤولياتها لإيقاف المذابح بحق السوريين والتأكيد على حقهم في نظام ديموقراطي يضمن الحرية والكرامة". وسيزور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف برفقة رئيس أجهزة الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف دمشق الثلاثاء للقاء الرئيس بشار الأسد في محاولة لإيجاد حل سياسي للنزاع. وفي سياق متصل قتل 12 مدنيا وجرح حوالي 30 أمس برصاص قوى الأمن السورية خلال تظاهرات تشييع لقتلى في مدينة داريا بريف دمشق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "قتل 12 شخصا وأصيب نحو ثلاثين بجروح برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار على مشيعين في داريا".