على غرار القرى الإعلامية العربية والعالمية، اقترحت دراسة علمية حديثة إنشاء أول مدينة إعلامية في السعودية، تضم مبنى للإعلام الجديد ومكتبة إعلامية والعديد من المباني بالإضافة لمناطق التصوير المفتوحة، وتهدف إلى إبراز اسم "السعودية" على المستوى الإقليمي والدولي في قطاع الإعلام والاتصال مع الاستفادة من التجارب الإعلامية في المدن الأخرى والتواصل معها مباشرة لتكوين "قرية إعلامية عالمية"، بالإضافة إلى توفير بيئة مناسبة للعمل الإعلامي في السعودية. وطرحت الكاتبة الصحفية فاديه فؤاد بخاري خريجة أول دفعة لطالبات كلية الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، دراسة علمية لإنشاء "مدينة جدة الإعلامية" كأول مدينة إعلامية في السعودية كمشروع للتخرج، مستعرضة إنشاء مبنى للإعلام الجديد أو الإعلام الرقمي لأول مرة في المدن الإعلامية العربية. وتهدف فكرة المبنى إلى إقناع الشركات العالمية المتخصصة في الإعلام الرقمي (Facebook, Twitter, وغيرهما)، بافتتاح فروع في مدينة جدة، كممثل لها في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الصحف الإلكترونية محليا وإقليميا الحاصلة على تراخيص عمل. ويستخدم مركز الإعلام الجديد، كنقطة تفتح الأفق لإضافة مدينة جدة للإنترنت مستقبلا بمقاربة من نفس مدينة جدة للإعلام. وتطرح الدراسة ضرورة إنشاء مناطق تصوير مفتوحة بشكل نماذج مصغرة صالحة للدراما السعودية مثل منطقة جدة القديمة وتتضمن نموذجا مصغرا لجدة قديما، المباني الأثرية وباب مدينة جدة، والأحياء الشعبية والحارات الضيقة والمقاهي، ومنطقة كورنيش تتضمن بحرا صناعيا صغيرا، والشاطئ الرملي، ونموذج لنافورة جدة، ومنطقة الشوارع والأحياء مثل شارعي التحلية في الرياضوجدة، وتتضمن بعض النماذج للأسواق وبعض المحلات للملابس والمقاهي، ونماذج سكنية مختلفة، وكذلك بعض المحلات العشوائية التي تشابه المحلات في الأحياء الحقيقية مثل السوبر ماركت والصيدليات. كما تتضمن المدينة المنطقة البدوية التي تماثل الصحراء الحقيقية، من كثبان رملية صحراوية كثيفة وخيام. ونماذج للخدمات مثل مبنى لمستشفى ومدرسة وقاعات جامعية، كما تشمل الأستديوهات الخارجية للتصوير السينمائي والتلفزيوني. وتوقعت بخاري أن تعيد المدينة الإعلامية صياغة هيكل الإعلام في السعودية حيث تعتبر المدن الإعلامية في دول العالم المختلفة هي طريقة جديدة لإنتاج إعلامي منظم غير فوضوي، وقالت "إن المدينة الإعلامية ستسهم في إبراز اسم "السعودية" على المستوى الإقليمي والدولي، وتخصيص مدينة كاملة للإعلام سيتيح مزيدا من البروز الإقليمي والعالمي في هذا المجال خصوصا مع الاستفادة من التجارب الإعلامية في المدن الأخرى والتواصل معها مباشرة لتكوين "قرية إعلامية عالمية"، كما ستوفر بيئة مناسبة للعمل الإعلامي، تتيح للعاملين والعاملات في حقل الإعلام فرصة الإنجاز بحرية في مناطق التصوير المختلفة، وكذلك إتاحة مصادر المعلومات المتخصصة من خلال المكتبة الإعلامية، عدا عن أن التقارب بين مباني الإعلام في مكان واحد سيوفر الوقت في التنقل، فيما تحتضن المدينة الفعاليات والأنشطة الإعلامية المقامة في مدينة جدة وتنظيمها بعقلية واحدة، كما أن المدينة ستنشئ بيئة جديدة للدراما السعودية من خلال مناطق التصوير المفتوحة والأستديوهات الخارجية. وأضافت فادية بخاري موضحة أن المدينة عبارة عن منطقة حرة تتضمن مباني المؤسسات الإعلامية المختلفة " صحافة –راديو –تلفزيون – علاقات عامة" مع المباني والأستديوهات المؤثثة الجاهزة، كما اقترحت الدراسة تولي المدينة مهرجان التميز الإبداعي الإعلامي لتوزيع الجوائز للإبداع الإعلامي، وتشمل جوائز التميز السينمائي السعودي، وجائزة التميز الإذاعي وجائزة التميز التلفزيوني، وجائزة التميز الإخراجي لأفضل إخراج تلفزيوني، عدا عن جوائز الصحافة المتميزة. وأوضحت فاديه بخاري أن المدينة تتضمن مبنى (GB) وهو مبنى مركزي لمكاتب الصحف والمطبوعات الإعلامية. وعلق رئيس كلية الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز والمشرف على مشاريع تخرج أول دفعة لقسم الإعلام بالجامعة الدكتور أحمد اليوسف، على الدراسة مؤكدا حاجة الوطن إلى مدن إعلامية في كل مناطق المملكة مستفيدا من حجم السوق الإعلانية المعتمد على نسبة المشاهدة في السعودية والتي تدعم دخولات أكثر للفضائيات العربية، وقال "إن الإعلام العربي في مجمله يعيش على السوق السعودية وبنسبة تصل إلى 70% من الفضائيات العربية، تقوم على دخولات إعلانية قائمة على نسبة المشاهدة في السعودية، وعادة ما يشترط المعلن نسبة عالية من المشاهدة في السوق السعودية، ويضع لها المتطلبات التي توافق رفع هذه النسبة في السعودية، وبما أن السوق السعودي مستهدف من الإعلان، وهو الدخل الأساسي للإعلام، والمدن الإعلامية المنتشرة في الوطن العربي تقوم أكثر دخولاتها على السوق السعودي، فإذن نحن بالتالي نحتاج إلى مدن إعلامية في السعودية في جدة والشرقية والرياض وعسير، كما يجب البدء في مدينة إعلامية في مكةالمكرمة تقدم إعلاما إسلاميا قويا، وتخدم في مناسك الحج والعمرة.