غادر القاهرة أمس الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي متوجها إلى نيويورك للحصول على دعم دولي للمبادرة العربية الخاصة بسورية، تزامنا مع مغادرة وفد معارض سوري لحث مجلس الأمن على توفير الحماية للمدنيين، في ظل استمرار نظام الأسد في عمليات القتل والتنكيل، الذي أسفر أمس عن مقتل 22 مدنيا وعسكريا. وأعرب العربي قبيل مغادرته مطار القاهرة عن أمله في أن يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الذي يجري إعداده في مجلس الأمن لدعم المبادرة العربية لإنهاء الأزمة في سورية. وقال "هناك اتصالات تجرى مع روسيا والصين حول الوضع في سورية ويأمل في أن يتغير موقف البلدين". وأكد أن قرار الجامعة العربية بوقف عمل بعثة مراقبيها في سورية "اتخذ بسبب تدهور الأوضاع هناك بشكل كبير ضمانا لسلامة المراقبين". وأوضح أنه سيتم "عقد عدة لقاءات مع ممثلي الدول الأعضاء بمجلس الأمن للحصول على دعم المجلس وموافقته على المبادرة العربية وهي مبادرة متكاملة تشبه المبادرة اليمنية". وحول معارضة بعض الدول العربية مثل الجزائر لهذا التحرك، قال العربي "لا توجد معارضة عربية وإنما الجزائر تحفظت على الجزء المتعلق بإبلاغ مجلس الأمن ولم تعترض أي دولة عربية على القرار". ومن المقرر أن يشارك العربي ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم في جلسة خاصة لمجلس الأمن تعقد غدا لبحث التطورات في سورية. في غضون ذلك، غادر القاهرة أمس أيضا وفد من المجلس الوطني السوري المعارض متوجها إلى نيويورك في زيارة للأمم المتحدة يطلب خلالها من مجلس الأمن توفير الحماية الدولية للمدنيين السوريين. وصرح أحد أعضاء الوفد قبل مغادرته "سيجري الوفد عدة لقاءات مع ممثلي الدول الأعضاء بمجلس الأمن لدعم مطلب المعارضة بتوفير الحماية الدولية للمدنيين السوريين بعد تزايد وتيرة القتل في الفترة الأخيرة. وتقديم المساعدة للمدن السورية التي تشهد أعمال عنف خاصة بالمدن المنكوبة مثل حمص وحماة وإدلب وريف دمشق ودرعا ودير الزور". و أعلنت الجامعة العربية عن عقد اجتماع مستأنف لمجلسها الوزاري الأحد المقبل برئاسة وزير خارجية قطر. وأوضح نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أن الاجتماع سيكون مخصصاً للنظر في التقرير الذي يقدمه الشيخ حمد بن جاسم ونبيل العربي عن مهمتهما لدى الأممالمتحدة، ووضع بعثة المراقبين المتوقفة عن العمل حالياً لاتخاذ القرار المناسب سواء بدعمها أو سحبها أو تعديل مهمتها. ميدانيا، أعلن المتحدث باسم الجيش السوري الحر أمس أن المعارك بين عناصر جيشه والجيش النظامي اقتربت من العاصمة خلال الساعات الماضية، مشيرا إلى هجمة شرسة للنظام تستهدف عددا من المناطق في ريف دمشق وحماة. وأشار الرائد ماهر النعيمي من تركيا إلى "انشقاقات واشتباكات بعضها على مسافة ثمانية كلم من العاصمة ما يدل على اقتراب المعارك من دمشق". وأوضح أن الانشقاقات وقعت في بلدات عدة بينها جسرين وعين ترما وحمورية وصقبا وحرستا ودوما وحتيتة التركمان (ريف دمشق والغوطة) حيث سجلت أيضا اشتباكات عنيفة. وذكر أن حصيلة الجنود الذين انشقوا أول من أمس في الرستن بمحافظة حمص وصل إلى حوالى 50 عسكريا وضابطا، وتم خلال عمليات الانشقاق تدمير آليات وحواجز للجيش قبل انسحابهم والتحاقهم بالجيش الحر. كما أشار إلى "هجمة شرسة تستهدف دوما وحرستا وصقبا واجمال الغوطة الشرقية ومنطقة القلمون (45 كلم عن دمشق) لا سيما رنكوس حيث تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، مبينا أن بلدة رنكوس على بعد 30 كيلومترا إلى الشمال من دمشق قرب الحدود اللبنانية "محاصرة بأكثر من ستين دبابة ومدرعة". ووصلت حصيلة القتلى أمس إلى 22 قتيلا، هم 16 عسكريا ومنشقا وخمسة مدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن. وقال نشطاء إن نحو ألفي جندي إلى جانب 50 دبابة وعربة مدرعة انتقلوا فجرا إلى الغوطة الشرقية على أطراف دمشق لتعزيز القوات المحيطة بضواحي سقبا وحمورية وكفر بطنا، وأن أربع دبابات ترابط في الساحة المركزية.