حدت المسيرات الحاشدة للمصريين فى جمعة الغضب أول من أمس من وصول رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الثالثة والأربعين، حيث انطلقت عدة مسيرات بعضها من منطقة الأزهر ومن الجيزة إلى ميدان التحرير وميدان العباسية وبعضها الآخر إلى كوبري القبة. من ناحية أخرى أصرت إدارة المعرض على إقامة الفعاليات الثقافية للمعرض التي شهدت جدلاً ومناقشات ساخنة حول كيفية انتقال الثورة التونسية إلى بقية الأقطار العربية، وذلك في ندوة حملت عنوان: "التجربة التونسية نموذج استشراقي" وبمشاركة مجموعة من الكتاب والمفكرين المصريين وذلك ضمن فعاليات المائدة المستديرة التي تشرف على نشاطها د. سهير المصادفة، التي أكدت أن «بوعزيزى» عندما أشعل النار في نفسه إنما أشعل شمعة أضاءت للوطن العربي جميعه. كما شهد المعرض حوارا حول الثورات العربية ودورها في إعادة الاعتبار للكتاب وصناعة النشر في ظل الثورات العربية في ندوة أدارها رئيس اتحاد الناشرين المصريين محمد رشاد، ومن الجانب التونسي رئيس اتحاد الناشرين التونسيين النوري عبيد. بدأ النوري عبيد بالقول: بعد الثورة نشطت القراءة والمكتبات وأصبحت هناك عودة للبحث عن الكتاب ومصادره، فالكثير من المؤلفين كتبوا عن الثوار بعد أن رفعت القيود على الكتاب بأمر فعلي انتقالي ووضعت قوانين أساسية لحرية النشر في سبتمبر منها قانون تنظيم الصحافة والنشر الذي تتضمن أهم فقراته أن حرية القول قضية مقدسة لا يعلو عليها إلا حقوق الإنسان. وأضاف: بذلك أزيلت كل العقوبات المانعة للحريات مؤكدا أن الثورة أعطت للنشر بعدًا تشريعيًا جديدًا، فالتحديات التي تنتظر الناشر في تونس ومصر وغيرها ليست السلطة الحاكمة بل ظهور مجموعات مدنية متطرفة تمنع وتجمع الكتب وتهدد بحرقها، وظروف أخرى، وأضاف أنه على الناشر أن يعود بعد الثورة ليقف على قدميه بعد فترة طويلة من المنع والممانعة لأنه بذلك يدعم الثورة ويقطف من ثمارها. باسم ناشري تونس تحدث أحد الناشرين من دار قطوف عربية، وقال لقد شعرنا بعزلة عندما وقعت الثورة لأننا بلد صغير في عزلة محاط ببلدان أكبر ولكن ثورة مصر أدخلت علينا الاطمئنان. أما محمد رشاد فأوضح أنه من المفترض أن تكون الرقابة ذاتية من الناشرين والقراء على حد سواء مؤكدًا أن الناشرين ضد أي قوانين تمنع النشر إلا من يخرق نظام الشرف محذرًا من مغبة إلغاء دور الناشر الذي يعني عدم الوصول لتطور المجتمع وأكد على أهمية وجود الالتزام القيمي والأخلاقي واحترام القانون من قبل الناشرين أنفسهم مع مراعاة احترام وجهات النظر وحفظ الحريات للجميع.