كشف المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي، أن برنامج زراعة الرئة في "تخصصي الرياض" تمكن العام الماضي من رفع معدل عمليات الزراعة بنسبة 71% عن العام الفائت، من خلال إجراء 12 عملية زراعة رئة في عام 2011، مقارنة بسبع عمليات خلال عام 2010، بمعدل نجاح بلغ 84% وهو ما يضاهي معدلات النجاح في المراكز الطبية العالمية. وأكد الدكتور القصبي في تصريح صحفي أمس، أن المملكة بحاجة إلى التوسع في إجراء عمليات زراعة الرئة لتلبية الحاجة المتزايدة من المرضى، مشيراً إلى سعى المستشفى لتغطية هذه المتطلبات، حيث كانت القفزة الكمية والنوعية للبرنامج ثمرة توافر الجهود الهادفة لتنشيط البرنامج وإعادة هيكلته بصورة أكثر فعالية وحيوية من خلال فريق طبي متكامل لزراعة الرئة يتكون من أطباء استشاريين في الأمراض الصدرية وزراعة الرئة، وجراحين مختصين، وصيدلانية إكلينيكية، واختصاصي تغذية، واختصاصية للخدمات الاجتماعية، واختصاصية العلاج الطبيعي، واختصاصي العلاج التنفسي، ومنسقين للبرنامج لمرحلة ما قبل الزراعة وبعدها، إضافة إلى الدور الجوهري الذي يقوم به المركز السعودي لزراعة الأعضاء في توفير الأعضاء من المتبرعين. من جهته، بيّن استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة رئيس برنامج زراعة الرئة في المستشفى التخصصي بالرياض الدكتور عيد المطيري، أن البرنامج شهد خلال العامين الماضيين نشاطاً كبيراً بإجرائه 19 عملية في وقت كان يُجري سابقاً ما معدله عملية واحدة إلى اثنتين سنوياً، مشيراً إلى أن البرنامج أجرى العام الماضي 3 عمليات لزراعة رئة واحدة، و9 عمليات زراعة مزدوجة لرئتين للمريض في وقت واحد، تتراوح أعمارهم ما بين 16 وحتى 52 عاماً من بينهم 7 رجال و5 نساء. وقال إن المرضى استغنوا تماماً عن الحاجة لعبوات الأكسجين ويتمتعون حالياً بصحة جيدة ويمارسون حياتهم اليومية في المدرسة أو العمل بشكل طبيعي، لافتاً إلى أن أحد المرضى عاد لاستكمال الدراسة وهو في طريقه للحصول على شهادة الماجستير قريباً بعد خضوعه للزراعة دون أي معوقات. وأشار الدكتور المطيري إلى أن المستشفى يسعى لاستقطاب أحدث التقنيات في مجال زراعة الرئة لتوفير أفضل الخدمات الطبية لمرضى الفشل الرئوي، ومن أهمها جهاز تروية الرئة خارج الجسم الذي يتم عن طريقه إعادة تنشيط رئة المتبرع التي تكون مبدئياً غير صالحة للزراعة بوضعها في جهاز مزود بتقنية تنفس اصطناعي متطورة وتتم معالجتها بمحاليل خاصة لمدة ساعتين إلى أربع ساعات ثم إعادة الفحوصات لاختبار صلاحية الرئة للزراعة.