رفضت السلطة الفلسطينية الأفكار التي قدَّمها كبير المفاوضين الإسرائيليين إسحق مولخو "شفاهة" بشأن قضيتي الحدود والترتيبات الأمنية لإقامة دولة فلسطينية وذلك في محاولة لاستمرار المحادثات الاستكشافية بين الجانبين. ووصف مسؤول رفيع العرض بأنه لم يكن مبشِّراً لأنه "عبارة عن تصور لأرض من الكانتونات محاطة بأسوار مع الحفاظ على معظم المستوطنات الإسرائيلية". ونقل المسؤول عن فريق مولخو قوله إن أي حل يقيم دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب في سلام مع إسرائيل يجب "أن يحافظ على النسيج الاجتماعي والاقتصادي لكل المجتمعات سواء اليهودية أو الفلسطينية"، وأكد أن الفكرة التي قدمتها تل أبيب لا تشمل القدس ووادي الأردن بينما تشمل كل المستوطنات، وأضاف "لم يتم عرض أي خرائط أثناء الاجتماع، وكل فكرتهم عن دولتنا تقوم أساساً على جدار واستيطان". من جانبه وصف مولخو عرض بلاده بأنه "مبادئ استرشادية" تحدِّد الموقف فيما يتعلق بقضية الأرض، وقال "موقفنا من هذه القضية يتضمن مبدأ "أن يبقى معظم الإسرائيليين تحت سيادة دولتهم ومن الواضح أن يبقى معظم الفلسطينيين بدورهم تحت سيادة دولتهم المستقبلية". مشيراً إلى أن نتنياهو أقر في كلمة أمام الكونجرس الأميركي بأنه لا يتوقع أن تبقى كل المستوطنات اليهودية ضمن الحدود الإسرائيلية بعد إقرار السلام. وأضاف "نعتقد أنه من المهم للغاية أن تستمر هذه المحادثات، إنها في مرحلة أولية فقط لكنها تحتوي على احتمالات ومن الواضح أنه سيكون من غير المنطقي الحديث عن تحقيق انفراج في أقل من شهر، "لكن المحادثات تتقدَّم في جهات عدّة بشكلٍ أفضل من المتوقع وسيكون من المؤسف وضع نهاية مبكِّرة لها". من جانبها دعت الولاياتالمتحدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف محادثات عمَّان بصورة فورية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في تصريح صحفي "ليس مفاجئاً أن يكون الجانبان بحاجة لبعض الوقت للاستراحة والتفكير، لكنا نأمل ألا تطول فترة ذلك وأن يستأنفا محادثاتهما بسرعة فهذا هو ما ندعوهما إلى فعله"، واعتبرت نولاند أن الجانبين تمكَّنا خلال هذه اللقاءات من تبادل وجهات النظر حيال مواقفهم. ووصفت تلك المحادثات بأنها كانت مفيدة. بالمقابل دعا القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار أمس إلى إعلان الوقف الفوري لهذه المفاوضات، وقال "فشل لقاءات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل طوال الشهر الجاري يؤكد ضرورة إنهاء التفرّد بالقرار والعودة إلى وحدة الشارع الفلسطيني". وأضاف "المفاوضات مع إسرائيل لم تثمر طوال 20 عاماً عن شيءٍ، لذلك لا بد من صياغة برنامج مقاومة جديد". على صعيدٍ آخر أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية تأجيل اجتماع الإطار القيادي الموقت الذي كان من المفترض أن يعقد في القاهرة. وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة صالح رأفت إن رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون وزَّع رسالة على الفصائل المشاركة كافة في هذا الإطار ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي، أعلمهم فيها بتأجيل الاجتماع إلى موعد قريب، يحدَّد في وقتٍ لاحق.