في برنامج طموح لحكومته خلال الفترة المقبلة، طرح رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس خطة لاقامة مؤسسات دولة مستقلة خلال سنتين «رغماً عن الاحتلال» وللخروج «من موقع المتلقي»، وتتضمن اقامة مشاريع سيادية مثل مطار وسكة حديد وربما أيضاً مصفاة بترول، من أجل قيام دولة فلسطينية السنة 2011 بغض النظر عن نتائج أي مفاوضات محتملة. ويتضمن البرنامج الحكومي الذي اعتبره فياض «أحد أشكال النضال والمقاومة»، خططاً تفصيلية لبناء المؤسسات الفلسطينيين في مجالات الصحة والتربية والتعليم والاقتصاد والمواصلات. ورأى رئيس الوزراء الفلسطيني أن «اقامة الدولة الفلسطينية خلال فترة السنتين المقبلتين أمر واجب وممكن»، مشيراً الى «الخطر الذي يواجه فرصة التوصل الى حل الدولتين مع مرور السنوات نتيجة الاجراءات والمخططات الاستيطانية الاسرائيلية». وينص البرنامج على تطوير القوانين والخطط «بما فيها الاعداد وبناء مطار فلسطين الدولي في منطقة الأغوار واستلام مطار قلنديا». ورأى أن على الفلسطينيين ألا يظلوا أسرى لاتفاق أوسلو مدى حياتهم بعد انتهاء المرحلة الانتقالية فيه في أيار (مايو) العام 1999، وأن يبادروا باقامة دولتهم. جاء ذلك في حين جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مطالبته بقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح شرط أن «تعترف بدولة إسرائيل اليهودية». وقال، في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني غوردون براون عقب محادثاتهما في لندن، إن اسرائيل والولايات المتحدة تقتربان من تفاهم على قضية المستوطنات تسمح باستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين وب«حياة طبيعية» للمستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة. وجدد تمسكه بموقفه الرافض لفرض أي قيود على الاستيطان في القدسالشرقيةالمحتلة، قائلاً إن «القدس ليست مستوطنة ولن تقبل اسرائيل بأي قيود على سيادتها في المدينة». من جهته، قال براون إنه أجرى محادثات جيدة مع نظيره الإسرائيلي، مشيراً الى أن المناقشات كانت واقعية ولكن متفائلة في الوقت ذاته. وأوضح أن بريطانيا صديق للفلسطينيين ولإسرائيل، مؤكداً أهمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب إسرائيل الآمنة. وأكد تأييده وجهة نظر نتانياهو في شأن ضرورة دعم الاقتصاد الفلسطيني، على أن ترافق ذلك خريطة طريق سياسية. وشدد رئيس الوزراء البريطاني على «أن المستوطنات تمثل عقبة» أمام التوصل الى حل الدولتين، مشيراً الى مسألة تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل. وأعلن دعمه للرئيس الأميركي باراك أوباما في جهوده الرامية الى التوصل الى اتفاق سلام شامل في المنطقة. وفي هذا السياق، أفادت صحيفة «هآرتس» أن حركة «حماس» قد تكون مستعدة لاظهار بعض الليونة في ابرام صفقة تبادل لاطلاق الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت ومئات الأسرى الفلسطينيين، وأن نتانياهو يقترب من ذلك. كما قال المسؤول في «حماس» أيمن طه لوكالة «رويترز»: «ليس هناك جديد (في ملف شاليت) سوى الوساطة الألمانية التي حركت الأمور إلا أنها لم تتوصل بعد الى خرق».