دعت المجلة الطبية البريطانية الشهيرة "لانسيت" السلطات الصحية البريطانية إلى الاستفادة مِن الخبرة الصحية السعودية في تعاملها مع الحشود والتجمعات الضخمة في موسم الحج وتوظيفها عند استضافة بريطانيا دورة الألعاب الأولمبية في الصيف المُقبل، حيث يتوقع قدوم أكثر مِن 5 ملايين زائر. وقالت المجلة في سلسلة دراسات حول "التجمعات الجماهيرية والصحة العالمية"، إنَّ كل تجمع جماهيري يحمل في طياته كارثة طبية محتملة، وكل واحدة منها تمثل مجموعة خاصة مِن المخاطر. ودعت إلى الابتعاد عن التعريف القديم لطب التجمعات الجماهيرية الذي "يهتم بتقديم الرعاية الطبية الطارئة في الفعاليات التي يحضرها أكثر مِن ألف شخص". وقالت المجلة: تمتلك السعودية أكبر قدر مِن الخبرة في التنظيم الصحي للتجمعات الجماهيرية الدولية، خاصة أنَّ موسم الحج يجذب حجاجا مِن بعض أفقر دول العالم التي تتدنى فيها مراقبة الأمراض والرعاية الصحية. وأضافت أنَّ المملكة العربية السعودية ضمنت حصول الحجاج على اللقاحات اللازمة، وتكريس صالات خاصة في المطارات بها تجهيزات خاصة وتقنيات جديدة لإجراء الفحص الطبي للحجاج قبل بدء رحلتهم، وهذا ما اعتبرته المجلة "مساهمة مفيدة في حماية الصحة العالمية". وأضافت أنه: في عام 2009 عندما تصادف موسم الحج السنوي مع تفشي وباء إنفلونزا الطيور، أدرك المسؤولون السعوديون أنَّ التقارير الورقية التقليدية قد لا تكون مِن السرعة بما يتيح تتبع تفشي المرض، فقاموا بإنشاء نظام إبلاغ يعتمد على الهاتف المحمول ويعمل مِن خلاله محققون ميدانيون مزودون بهواتف ذكية وأجهزة كمبيوتر محمولة لإخطار مركز عمليات الطوارئ بأي إصابة بأحد تسعة أمراض معدية على الفور، وخلال وقت زمني قياسي، مما يسهل رصد المرض وتتبعه ومحاصرته وضمان عدم انتقال العدوى للغير. وقالت لانسيت: استضافت السعودية العام الماضي أكبر مؤتمر تم عقده حتى الآن حول التجمعات الجماهيرية، وفي ضوء هذا المؤتمر يقوم السعوديون الآن بالتخطيط لإنشاء مركز دولي رائد في مجال طب التجمعات يقوم بتدريب الطلاب مِن جميع أنحاء العالم. كما يقوم المركزالسعودي للتخصصات الصحية بتطوير دورة للحصول على دبلوم في مجال التجمعات الجماهيرية والكوارث، وستقام الدورة خلال العام الحالي في جدة "مما سيخلق نواة جيدة لإنشاء تخصص وتدريب الأشخاص في هذا المجال". وفي الوقت الذي تمضي فيه الاستعدادات قدما في لندن لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية، قامت هيئة حماية الصحة البريطانية باستشارة السلطات السعودية حول خبرتها في مجال التنظيم الصحي للتجمعات الجماهيرية. وقال المسؤول في مديرية الطب الوقائي التابعة لوزارة الصحة السعودية، زياد ميميش، إنَّ هيئة حماية الصحة البريطانية اتصلت بالفعل بالسلطات الصحية السعودية بشأن تنظيم بعض الأنشطة التدريبية المشتركة كجزء مِن التحضير للألعاب الأولمبية. وأضاف: "على الرغم مِن أنَّ الألعاب الأولمبية والحج هما فعاليتان مختلفتان جدا وتجذبان أنواعا مختلفة مِن الناس، لكن التواصل وتبادل الخبرات أمر جيدا دائما".