تواصل الهيئة العامة للسياحة والآثار استعداداتها لمعرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية" الذي ينظمه متحف اللوفر بباريس يوم 30 من الشهر الجاري ويستمر لمدة شهرين. كما أنهت الهيئة إجراءات شحن القطع الأثرية للمعرض، وتعمل حاليا على مراحل العرض والتجهيز، إضافة إلى الإعداد للترتيبات والأنشطة الأخرى التي سيشهدها هذا المعرض الذي سيقام في قاعة نابليون، أهم قاعة للعروض الزائرة في متحف اللوفر. وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أهمية المعرض لإبراز الوجه التاريخي والحضاري للمملكة، وتعريف العالم بالآثار السعودية وما تزخر به المملكة من إرث كبير قامت عليه ثقافتها التي أسهمت في التاريخ البشري وما تتبوؤه اليوم من مكانة في التواصل الإنساني، مبيناً أن فترة إقامة المعرض تعد الذروة في عدد زوار اللوفر إذ يشهد المتحف خلال هذه الفترة ملايين الزوار من مختلف مناطق العالم. وأفاد الأمير سلطان بن سلمان أن هذه هي المرة الأولى التي تعرض المملكة هذه القطع التراثية المميزة والأثرية عن بداية تاريخها وكذلك عن الحقب الإسلامية المتعاقبة، وعن العصر الحاضر لتجسد دورها التاريخي وأيضا مكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين. وسيضم المعرض أكثر من 300 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكة المختلفة التي تغطي الفترة التاريخية التي تمتد من العصر الحجري القديم "مليون سنة قبل الميلاد" وحتى عصر النهضة السعودي. ويقدم المعرض رحلة عبر قلب الجزيرة العربية تزينها صور المناظر الطبيعية الخلابة في المنطقة، وتأخذ الرحلة شكل سلسلة من أماكن التوقف في بعض واحات شبه الجزيرة الواسعة. كما أن هناك معرضاً مصاحباً لصور الرحالة الفرنسيين الذين زاروا الجزيرة العربية حيث سيقام بالتنسيق بين دارة الملك عبد العزيز والهيئة العامة للسياحة والآثار. وستقام على هامش المعرض محاضرات علمية عن آثار المملكة، يلقيها مختصون من الجانبين السعودي والفرنسي، كذلك سيتم عرض عدد من الأفلام والصور وتوزيع عدد كبير من المطبوعات والكتيبات التي تبرز أهم المواقع الأثرية في المملكة إضافة إلى إقامة عروض للفنون الشعبية من خلال وزارة الثقافة والإعلام، والتي ستسهم أيضا في التغطية الإعلامية للمعرض. وتم إعداد كتاب للمعرض يتكون من 600 صفحة باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية، يتضمن معلومات شاملة عن المعرض وأبحاث ومقالات وأوراق كتبت من خلال مختصين من المملكة ومن خارجها عن العمق التاريخي والدور الحضاري المميز للمملكة عبر العصور.