يقال إنه في عام 1978 وفي المؤتمر الدولي المنعقد في ألمانيا أعلن ( أن الرعاية الصحية الأولية هي مفتاح تحقيق الصحة للجميع). وبالتمعن في هذه العبارة نطرح ويطرح كل مستفيد من هذه الخدمة ( الرعاية الصحية الأولية الحكومية) سؤالا لا تتعدى تركيبته وخواصه الكيميائية والفيزيائية والدوائية حقوقنا المادية كمواطنين، ألا وهو: هل ما تعمل وتدار به مراكز الرعاية الصحية الأولية في منطقتنا مرآة لهذا التعريف؟ أما إنها مصادر لا يعول عليها لقدمها( 1978). و هناك تعريفات وقواعد ونظريات حديثة! فالملاحظ وبعد زيارة واحدة في أي وقت وإلى أي مركز من مراكز الرعاية الصحية الأولية، نخرج بلا أدنى شك ولا ريب بأن هذه القاعدة ما هي إلا هدر للجهد والمال داخل وطننا! هذا إذا كانت معترفاً بها أو بغيرها من القواعد والتعريفات العلمية التي تسير بها الرعاية الصحية الأولية في بلاد الغرب والشرق؟؟؟ هذا مع ما يتوفر للوزارة من ميزانية، قد تتعدى أكبر ميزانية لدول العالم الأول والثاني والثالث. ومع ذلك نحن لا نبخس المجهودات الطيبة والمباركة التي تقوم بها إدارة الرعاية الصحية الأولية وكوادرها الطبية والتمريضية وغيرهم، ولكن هذا لا يعني إغماض العين عن بعض جوانب القصور داخل هذا الكيان ومكاشفتها سراً وعلناً مع القائمين على الشأن الصحي من أبناء هذا الوطن. فبالأمس القريب كانت لي زيارة قصيرة لمركز الرعاية الصحية الأولية بإحدى المناطق، وبالتحديد لقسم المختبر، حيث تعجبت من افتراش كثير من أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا الأرض، وذلك لقلة الكراسي أولاً وكثرة المراجعين ثانياً وعدد العاملين في هذا القسم ثالثاً. فأنا بين مصدق ومكذب حينما قيل لي إن عدد العاملين في هذا القسم هو ممرضة واحدة فقط ! وليس هذا فحسب بل لابد لها من أن تنتهي من سحب العينات من المراجعين قبل قدوم مندوب الإدارة لأخذ العينات، أي قبل الساعة التاسعة والنصف من نفس اليوم، علماً بأن بداية الدوام الرسمي هي الساعة الثامنة !!!! حينها بطل العجب بعد معرفتي السبب!! لذا يعمل هذا المركز دون غيره من المراكز اضطراراً بالأرقام، أي لابد لك أن تأتي في الساعة السابعة أو قبلها لتحجز رقما كي تتمكن من الدخول لهذا القسم المبارك وسحب العينات المطلوبة منك. ونحن هنا لا نستطيع سرد كل الملاحظات ووضع الحلول المناسبة لها، ولكن، وهذه قد تكون مبادرة أو اقتراحا مني، أن تقوم إدارة الرعاية الصحية الأولية بوضع نموذج تقييم لمراكزها الصحية للمراجعين، نسجل فيها وبكل شفافية اقتراحاتنا و ملاحظاتنا الإيجابية منها والسلبية في كل مرة نقوم فيها بمراجعة أحد مراكزها فيكون مرآة لخدماتها المقدمة لنا.