تسلح الرئيس الأميركي باراك أوباما بإنجازاته الخارجية ليرد على خصومه في الحزب الجمهوري، في موسم السباق إلى البيت الأبيض. وتطرق في خطابه حول وضع الاتحاد إلى مقتل أسامة بن لادن ومعمر القذافي، والانسحاب من العراق، والتحضير للانسحاب من أفغانستان، ودعمه للربيع العربي، دون أن ينسى محاربته للبرنامج النووي الإيراني، والتزام أميركا الثابت بالحفاظ على أمن إسرائيل. وعرج أوباما في خطابه الذي ألقاه مساء أول من أمس على الوضع الاقتصادي، مؤكدا محاربته للقرصنة التي تقوم بها الصين على البضائع الأميركية والأفلام والأقراص المدمجة، ومشاركة الأثرياء بحصة أكبر في تحمل الأعباء الاقتصادية للبلاد وبقدر أكبر من عدالة توزيع الدخل، ليخلص في نهاية الأمر على التأكيد أن أميركا تزداد قوة في العالم. وبعدما ركز على إنجازاته كقائد أعلى للقوات المسلحة أكد أوباما أن الهجوم المعتاد للجمهوريين على الرؤساء الديموقراطيين بأنهم ضعفاء في مجال الدفاع، لن يكون صائبا في العام 2012. وقال الرئيس في خطابه الذي أطلق فيه فعليا حملة إعادة انتخابه "لأول مرة، ليس هناك أميركيون يقاتلون في العراق. لأول مرة منذ عقدين أسامة بن لادن لا يشكل خطرا على هذا البلد" مضيفا أن "معظم كبار قادة القاعدة هزموا وتم وقف دفع طالبان وبدأت بعض القوات بالعودة من أفغانستان". وتوجه أوباما إلى الجيش وبينهم قادة الأركان ليشيد بإنجازاتهم وتفانيهم. وفي دعوة رمزية جدا إلى الوحدة وسط الانقسام الحزبي في أميركا قال إن علما يحمل أسماء أفراد الكوماندوز الذي قام بتصفية أسامة بن لادن هو من "أعز مقتنياته". وقال "بعضهم قد يكون ديموقراطيا والآخر جمهوريا، لكن ذلك غير مهم. كل ما كان مهما في ذلك اليوم هو المهمة، لم يفكر أحد بالسياسة". لكن وراء هذه الرسالة العسكرية كان هناك تحد واضح لمنافسيه الجمهوريين بعدم انتقاده في مجال السياسة الخارجية قبل أقل من عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 6 نوفمبر المقبل. وشدد أوباما على أن حلا سلميا لا يزال ممكنا في الملف الإيراني لكنه تعهد بأنه "لن يستبعد أي خيار عن الطاولة" في إشارة إلى العمل العسكري. وقال أوباما إن "النظام أكثر عزلة من أي وقت مضى، وقادته يواجهون عقوبات تشلهم، وطالما أنهم يتهربون من مسؤولياتهم، فإن هذه الضغوط لن تتراجع". وقال "يجب ألا يشك أحد في تصميم أميركا على منع إيران من الحصول على السلاح النووي، ولن أزيل أي خيار عن الطاولة من أجل تحقيق هذا الهدف". وفي خطابه الذي ركز كثيرا على القضايا الاقتصادية المحلية، أشاد أوباما أيضا بإنهاء حكم القذافي محذرا الرئيس السوري بشار الأسد بأن "أيام نظامه معدودة". وقال "قبل عام، كان القذافي وهو قاتل على يديه دماء أميركيين، أحد أقدم الديكتاتوريين في العالم.. اليوم، لم يعد موجودا". وأضاف "وفي سورية، لا شك لدي بأن نظام (الرئيس بشار) الأسد سوف يكتشف قريبا بأنه لا يمكن مقاومة قوة التغيير ولا يمكن سحق كرامة الناس". وحيال الأوضاع في العالم العربي الذي يشهد منذ سنة اضطرابات وثورات، وعد أوباما بأن بلاده ستبقى متضامنة مع القوى الديموقراطية في مواجهة "العنف والترهيب". وقال إنه "في الوقت الذي تتراجع فيه الحرب، تجتاح موجة تغيير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من تونس إلى القاهرة، من صنعاء إلى طرابلس". وأضاف "لا نعلم بالتحديد متى سينتهي هذا التحول المذهل. سوف ندعم السياسات التي تشجع قيام ديموقراطيات قوية ومستقرة وكذلك أسواق مفتوحة لأن الديكتاتورية لا تصمد أمام الحرية".