تسبب حريق اندلع صباح أمس في إحدى البنايات الكبيرة بحي المروة شمال جدة، في إخلاء السكان من نحو 45 شقة سكنية يتضمنها المبنى، وإصابة نحو 13 من سكانها بسبب أدخنة النيران الكثيفة التي طالت أثاثا تالفا بكميات كبيرة جرى تخزينه في مدخل البناية. واستنفر الحريق معظم الجهات الأمنية والخدمية بجدة، معيدا للذاكرة مخاوف تكرار مأساة حريق مدرسة البراعم، حيث تلقت غرفة عمليات الدفاع المدني بلاغات عدة تطالب بسرعة مباشرة الحادث، لتلافي قفز سكان الأدوار العليا من نوافذ البناية بسبب ضخامة الحريق، وكميات الأدخنة المنبعثة منه. ورصدت "الوطن" فزع سكان البناية المكونة من 45 شقة سكنية منها 19 شقة للعزاب و26 للعائلات، والمباني المجاورة لها، فيما انتقل مدير إدارة الدفاع المدني بجدة العميد عبد الله جداوي إلى موقع الحريق، ضمن إحدى الفرق التي وصلت عقب تلقي البلاغات. وأوضح العميد الجداوي، أن بعض المبلغين أشاروا إلى وجود حالات قفز من نوافذ المبنى، وهو ما لم ترصده فرق الدفاع المدني، مبيناً أنه بعد وصول معلومات عن نشوب الحريق جرى الإعلان فوراً عن بلاغ "أحمر" الخاص بالحالات الخطرة، والذي يشارك في متابعته الشؤون الصحية والهلال الأحمر والجهات الخدمية والأمنية. وقال إن إدارته أرسلت فور تلقيها البلاغ 6 فرق إطفاء و3 سيارات سلالم و4 فرق إنقاذ وطيران الأمن، لافتاً إلى أن معظم المعدات لم يتم استخدامها، ولكن كإجراء احترازي تم إرسالها إلى موقع الحادث، مؤكدا السيطرة التامة على الحريق. وبين أن الدخان الكثيف الصادر من الأثاث المشتعل كان سبباً في إصابات طفيفة ل 13 شخصا، وجرى سحب كميات الدخان بواسطة آليات الدفاع المدني، وعمل تهوية لكامل المبنى، وفصل التيار الكهربائي من قبل شركة الكهرباء فور وقوع الحادث تجنباً لمضاعفات الحريق. وقال إنه تم إخلاء سكان جميع شقق البناية، التي داهمتها النيران بعد اشتعال كمية من الأثاث المستعمل في مدخل البناية المكونة من 3 طوابق في حي المروة، وإن التحقيق لا زال جاريا للتأكد من مسببات الحريق.