ما إن فرغ خطيب الجمعة في أحد مساجد العاصمة السعودية من أداء خطبته، حتى انطلق بالدعاء لنصرة المسلمين، هذا المشهد لم يكن طارئاً على الساحة، لكنه مألوف لدى كافة المصلين في المساجد، حيث لم تشهد منابر الجمعة غياباً للواقع السياسي المعاش رغم غلبة الطابع الاجتماعي والديني عليها، واحتل الحدث السياسي بجانب المحاور الأخرى موقعه من خطب المنابر، إلا أن الملحوظ هو تغير وجهة الدعاء إلى مساحات جغرافية أقرب، شهدت مؤخراً معاناة شعبية، استدعت الوقوف بجانبها، من قبل المسلمين كافة، بعد أن كان الدعاء مقصوراً في عهد سابق على الدعاء للمسلمين في البوسنة والهرسك، وبلاد الشيشان، وفلسطين. ورغم التقلبات السياسية التي يرزح العالم تحت وطأتها بشكل متسارع، إلا أن خطب الجمعة كانت مواكبة لكل المتغيرات انطلاقاً من الهم الإسلامي الذي يعيشه المسلمون، حيث لم تكن الخطب بمنأى عن معاناة الشعوب الإسلامية في شتى بقاع الأرض، هذا الأمر سيدركه أي مُصلٍ يؤدي صلاته في أحد المساجد في المملكة، إلا أن المؤشر الحقيقي لذلك تمثل في الدعاء الذي يطلقه الأئمة من على منابرهم. وساهم الواقع السياسي في تغيير اتجاهات بوصلة الدعاء شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، إلا أن غايته تركزت في البلدان الإسلامية التي تعيش شعوبها حالة من عدم الاستقرار، فمن بلاد القوقاز شمالاً، إلى إفريقيا غرباً، إلا أن المستجدات التي عاشها العالم العربي، خلال العام المنصرم، وجهت البوصلة تجاه دول الشرق الأوسط التي تعرضت لأوقات عصيبة، لتكون سوريا، واليمن، وليبيا، على رأس القائمة.